قال : ما يدريني أين عيسى ، طلبته وأخفته (١) فهرب منك في البلاد ، وأخذتني فحبستني ، فمن أين أقف على موضع هارب منك وأنا محبوس؟.
فقال له : فأين كان متواريا؟ ومتى آخر عهدك به؟ وعند من لقيته؟.
فقال : ما لقيته منذ توارى ، ولا أعرف له خبرا.
قال : والله لتدلني عليه ، أو لأضربن عنقك الساعة.
قال : اصنع ما بدا لك ، أنا أدلك على ابن رسول الله (ص) لتقتله ، فألقى الله ورسوله وهما يطالباني بدمه ، والله لو كان بين ثوبي وجلدي ما كشفت عنه.
قال : اضربوا عنقه. فقدم فضرب عنقه.
ثم دعاني فقال : أتقول الشعر أو ألحقك به.
فقلت : بل أقول الشعر ، فقال : أطلقوه.
قال محمد بن القاسم بن مهرويه ، والبيتان اللذان سمعهما من حاضر في شعره الآن.
قال أبو الفرج :
وقد روى هذا الخبر غير ابن مهرويه بغير هذا الإسناد ، فذكر أن حاضرا كان داعية لأحمد بن عيسى بن زيد ، وان قصته مع أبي العتاهية كانت في أيام الرشيد ، وأن الرشيد قتله بسبب أحمد بن عيسى بن زيد ومطالبته إيّاه بإحضاره أو الدلالة عليه.
والأول عندي أصح.
__________________
(١) في ط وق «وأخفيته».