أي أمَرْتُه بما ينبغي له من الخير. قال بِشْرُ بنُ سَلْوَةَ :

ولقد أمَرْتُ أخاكِ عَمْراً أمْرَهُ

فعَصَى وضَيّعَهُ بذاتِ العُجْرُمِ

وقال دُرَيْدٌ :

أمَرْتُهُمُوا أمْرِي بمُنْعَرَجِ اللِّوَى

أي ما ينبغي لي أن أقوله. وأمْرٌ إمْرٌ أي عَجَبٌ. وأتَمَرْتُ ما أمرتَني به : امتثلتُ. وفلانٌ مُؤْتَمِر : مستَبِدّ. يقال : فلان لا يأتَمِرُ رَشَداً أي لا يأتي برَشَدٍ من ذاتِ نَفسِه ؛ قال :

ويَعْدُو على المَرْء ما يأتَمِرْ

وتقول : أمَرْتُهُ فأتَمَرَ. وأبَى أن يأتَمِرَ أي استَبَدّ ولم يَمْتَثِلْ. وتآمَرَ القومُ وأتَمَرُوا مثل تشاوَرُوا واشْتَورُوا. ومُرْني بمعنى أشِرْ عليّ ؛ قال بعضُ فُتّاكِهم :

ألم تَرَ أنّي لا أقُولُ لصَاحِبٍ

إذا قالَ مُرْني أنتَ ما شِئتَ فافعَلِ

ولكنِنّي أفْرِي لَهُ فَأُرِيحُهُ

ببَزْلاءَ تُنْجِيهِ مِنَ الشّكّ فَيْصَلِ

وتقول : فلان بعيد من المِئْمَر قريب من المِئْبَر ؛ وهو المَشُورَة : مِفْعَلٌ من المُؤامرة. والمِئْبَر النّميمة. وهو أميري أي مُؤامِري. وفلانةُ مُطيعةٌ لأمِيرها أي لزوجِها. ورجل إمَّرَةٌ : يقول لكلّ أحد مُرْني بأمْرِك. وأُمِّرَ علينا فلان فنِعْمَ المؤمَّر. وتأمّرَ علينا فحسُنَتْ إمْرَتُه. ولك عليّ أَمْرَةٌ مُطاعَةٌ أي تأمُرُني مرّةً واحدةً فأُطيعُك. واجعَلْه في تأمُورِكَ ، ولقد علم تأمُورُك ذاك ، وهو تفعول من الأمر وهو القلبُ والنّفسُ ، لأنّها الأمّارةُ. وما في الدّارِ تأمُورٌ أي أحد. وقَلّ بنو فلان بَعدَ ما أَمِرُوا أي كَثُرُوا ، وأمَرَهم اللهُ تعالى. وتقول العرب : الشّرّ أَمِرٌ. وفي مثل «مَنْ قَلّ ذَلّ ومَنْ أَمِرَ فَلّ». وتقول : إنّ مالَه لأَمِر وعهدي به وهو زَمِر. ويقولون : ألقى اللهُ في مالِكَ الأَمَرَةَ وهي البركة والزيادة. وأَمَّرَ فلان أَمَارَةً إذا نَصَبَ عَلَماً ؛ قال :

إذا طَلَعَتْ شَمسُ النّهارِ فإنّها

أَمَارَةُ تَسلِيمي عَلَيكِ فسَلّمي

ومن المجاز : مُهْرَةٌ مأمُورَةٌ : كثيرةُ النَّتَاج ، كأنّها أُمِرَتْ بذلك. وقيل لها : كوني نَثُوراً فكانت. وما في الرّكِيّةِ تأمُورٌ أي ماء ، وهذا كما قيل له النفسُ ؛ قال :

أتجعَلُ النّفسَ التي تُدِيرُ

في جِلْدِ شاةٍ ثمّ لا تَسِيرُ

أمس ـ تقول أصْبِحْ سالماً وأمْس (كَأَنْ لَمْ تَغْنَ) بِالْأَمْسِ.

أمع ـ لا يكونَنّ أحدُكم إمَّعَةً.

أمل ـ فلانٌ بَحْرُ المُؤمِّل بَدْرُ المتأمِّل.

أمم ـ ما لَكَ إلّا أُمّكَ وإن كانت أَمَة. وفَدَاه بأُمّيْه : بأُمّهِ وخالَتِه أو جَدّتِه. وهو أُمّيّ ، وفيه أُمّيّةٌ. وأُمّة محمّد خيرُ الأُمم. وخرجوا يَؤُمّون البلد. وذهبوا آمّةَ مكّةَ : تِلْقاءها ؛ وهو إمامُهم ، وهم أئمّتُهم ؛ وهو أحقّ بإمامة المسجد ، وبإمّة المسجد ؛ وهو يَؤُمّ قومَه ، وهو يأتَمّون به. وما طلبتُ إلّا شيئاً أَمَماً. وما الذي ركبتَه بأَمَمٍ : بشيء هَيّنٍ قريب. وأخذتُه من أَمَمٍ : من كَثَبٍ.

ومن المجاز : مَنْ أُمُ مَثْواك؟ وبلغت الشَّجّةُ أُمَ الدّماغِ وهي الجِلدة التي تَجمَعُه. وشَجّةٌ آمّةٌ ومأمُومَةٌ (١). ورجلٌ أَمِيمٌ ، وقد أَمَمْتُه بالعَصا. وما أشبَه مجلسَك بأُمّ النّجوم وهي المَجَرّة لكثرة كواكبها. وهو من أمّهات الخير : من أُصُولِه ومَعادِنِه. وقَوّمَ البِناءَ على الإمامِ وهو الزِّيقُ. وأنشد التَّوَّزِيّ :

وخَلّقْتُهُ حتى إذا تَمّ وَاسْتَوَى

كَمُخّةِ ساقٍ أوْ كَمَتنِ إمَامِ

قَرَنْتُ بحَقْوَيْهِ ثلاثاً فلم يَزِغْ

عن القصْدِ حتى بُصِّرَتْ بدِمامِ

أي دُمّيَتْ من البَصِيرة بما دَمَّهُ أي لَطّخَه ، يعني أنّه نَفَذ في الرّمِيّةِ فتلَطّخَ بالدّم. وحفِظَ الصّبيُ إمَامَه. وأَمَ فلان أمْراً حسناً : قَصَدَه وأرَادَه. وهو أُمّةٌ وحْدَه.

أمن ـ أمِنْتُه وآمَنَنيِه غيري ، وهو في أَمْنٍ منه وأَمَنَةٍ ،

__________________

(١) أنكر ذلك علي بن حمزة وقال انما الآمة الشجة والمأمومة أم الدماغ المشجوجة : (لسان العرب).