همُ منَعوكم جَمّة الماء طامِياً

وهم حبَسوكم بينَ خازٍ وماكس

خزاه يخزوه : قهره وأذلّه ؛ وقال :

أكابنِ المَعلّى خِلتَنا أم حَسبتَنا

صَراريَّ نعطي الماكسينَ مكوسا

وماكسه في البيع مِكاساً. ودون ذلك مِكاس وعِكاس وهو المناصاة.

مكك ـ امتكّ الفصيلُ ما في الضّرع وتمكّكه ، ومَكّ المخَّ وتمكّكه ، وخرجتْ مُكاكَتُه : مُخّه. وسمعتهم يقولون لأهل مكّة : المُكُوك. واستولى على مكّة مرّة ناجمٌ من بلاد نجد فطردوه فلمّا خرج قال : خذوا مُكَيكَتَكم.

ومن المجاز : مكّ غريمَه وتمكّكه وتمكّك عليه. وفي الحديث : «لا تَتمكّكوا على غُرمائكم» : لا تستقصوا عليهم وياسروهم ؛ وقال :

يا مكّةُ الفاجرَ مُكّي مَكّا

ولا تَمُكّي مَذحِجاً وعكّا

وتقول : إن الملوك إذا بايعتهم مَكّوك.

مكن ـ مكّنتُه من الشيء وأمكنته منه ، فتمكّن منه واستمكنَ. ويقول المصارع لصاحبه : مكّنّي من ظهرك ، وأمّا أمكنَني الأمرُ فمعناه أمكنني من نفسه. وهو مَكينٌ عند السلطان ، وهم مُكَناء عنده ، وقد مَكُنَ عنده مكانة ، وهو أمكنُ من غيره. وضَبّةٌ مَكُونٌ : بَيُوضٌ ، وقد مكَنت وأمكنت. وأكل الأعرابيُ المَكْنَ ؛ قال :

ومَكْنُ الضِّبابِ طعامُ العُريْب

ولا تَشتَهيهِ نُفُوسُ العَجَمْ

ويقول البدويّ : أمَا والركن والباب إنّي لأحبّ مَكْنَ الضِّباب. وهذه مَكْنَةُ الضَّبّة ومَكِنَةُ الضَّبّة ومَكِناتُها.

ومن المجاز : «أقرّوا الطير على مَكِناتها» : استعيرت من الضِّباب للطير ، ثمّ قيل : النّاس على مَكِناتهم : على مقارّهم.

مكو ـ مَكا الطائرُ يمكو مُكَاء ، ومنه : المُكّاء : لكثرة مُكائه : صفيره (إِلَّا مُكاءً وَتَصْدِيَةً) ؛ قال عنترة :

تَمكُو فرائصُهُ كشِدق الأعلَمِ

ملأ ـ مَلأتُ الوِعاءَ ومَلَّأتُه ، وهو ملآنُ ، وغِرارة ملأى ، وأوعية وغرائر مِلاء ، وامتلأ بطنه وتمَلَّأ من الطَّعام والشَّراب ، وأعطِني مِلءَ القدَح ومِلأيْه وثلاثةَ أملائِه. وحجر مِلْء الكف ، وحجارة أملاء الأكفّ ؛ قالت امرأة من بني حنيفة :

فإن تمنَعوا منّا السّلاحَ فعندَنا

سلاحٌ لَنا لا يُشتَرَى بالدّراهمِ

جلاميدُ أملاء الأكفّ كأنّها

رُؤوس رجال حُلِّقتْ بالمواسِمِ

وتَمَلَّأتُ : لبستُ المُلاءة.

ومن المجاز : نظرتُ إليه فملأتُ منه عيني ، وهو يملأ العين حُسناً ؛ قال النّمر :

ألم ترَها تريك غداة قامَتْ

بملء العينِ من كرم وحُسْنِ

وهو ملآن من الكرم ، ومُلئ رعباً ومُلِّئ ، وقرئ (وَلَمُلِّئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً). وامتلأ غيظاً ، وتمَلَّأ شِبَعاً. وسمعتهم يقولون : فلان مَلأ ثيابي إذا رشّش عليه طيناً أو دماً أو غيرهما. ومَلأ النَّزْعَ في قوسه وأملأه. ومُلئ الرجلُ فهو مملوء ، وبه مُلأةٌ وهي ثقل يأخذ في الرأس وزُكمة من امتلاء المعِدة. ومالأه : عاونه ، ممالأة ، وأصلها المعاونة في الملء ثمّ عمّت كالإحلاب. وقام به المَلأ والأملاء : الأشراف الذين يتمالأُون في النّوائب. وأحسنوا مَلَأً : مُمالأةً ؛ قال :

وقال لها الأملاء من كلّ معشرٍ

وخيرٌ أقاويل الرّجال سَديدُها

وقال :

وإن يَكُ خير يُحسنوا مَلَأً به

وإن يكُ شرٌّ يَشرَبوهُ تَحاسِيا

وما كان هذا الأمر عن مَلإ منّا أي ممالأة ومشاورة ، ومنه : هو مَليء بكذا : مضطلع به ، وقد مَلُؤَ به مَلاءةً ، وهم