جَمُومُ الشّدّ شائِلةُ الذُّنَابَى

تخَالُ بَيَاضَ غُرّتِها سِرَاجَا

وفلان واسعُ المَجَمّ وضَيّقُ المَجَمّ ، كما يقال : واسع العَطَن وضيّقه ، وأصله مَجَمّ البئر ؛ قال :

رُبّ ابنِ عَمٍّ ليسَ بابنِ عَمِ

داني الأذاةِ ضَيّقِ المَجَمِ

وقال :

عَرَضنا فقُلنا هَسَّلامُ عليكُمُ

فأنكرَها ضَيْقُ المَجَمّ غَيُورُ

أبدل من ألف لام التعريف هاءً. ورجل أَجَمُ : لا رمحَ معه. وبيتٌ أَجَمُ : لا رمحَ فيه. قال أوسٌ :

وَيْلُمِّهِمْ مَعشراً جُمّاً بيوتُهُمُ

من الرّماحِ وفي المَعرُوفِ تَنكِيرُ

هو كقولهم حافٍ من النعل ، وأقرعُ من الشَّعر. وسطحٌ أجَمُ : لا سُترَةَ له. وحِصْنٌ أجَمُ : لا شُرَفَ له ، وقريَةٌ جَمّاءُ. وفي الحديث : «تُبْنى المَساجدُ جُمّاً والقُرَى شُرَفاً». وحذف جُمّةَ الجزَرة ثمّ أكلها. وفي حديث عائشة رضي‌الله‌عنها : «ألي كان يَستجمُ مَثَابَةَ سَفَهه». مِن استجمّ البئرَ إذا ترَكها حتى يَجِمَ ماؤها. وسَقَاني في جُمجُمَةٍ وفي قِحْفٍ يعني في قَدَحٍ.

جمن ـ كَمَن جلَبَ الجُمَان إلى عُمَان ؛ وهو حَبّ من فضّة يُعمل على شكل اللّؤلؤ ، وقد يسمّى به اللّؤلؤ ؛ كما قال :

كجُمانَةِ البَحرِيّ جاء بها

غوّاصُها من لُجّةِ البَحرِ

جمهر ـ هذا قول الجمهور ، وشهد ذلك الجماهيرُ. وجَمْهَرَ الأشياءَ : جمعها ؛ قال ذو الرُّمّة :

أبَى عزُّ قَوْمي أن تُخافَ ظَعائني

صَباحاً وأضعافُ العَدِيدِ المُجَمْهَرِ

جنأ ـ جَنَأ عليه جُنُوءاً إذا انكَبّ عليه ؛ قال :

جُنُوءَ العائِداتِ على وِسَادِي

وأرادوا أن يضربوه فتَجانَأتُ عليه أقيه بنَفسي. وبه جَنَأ أي حَدَبٌ ، ورجلٌ أجْنَأُ الظَّهر ، والظليمُ أجْنَأُ.

جنب ـ رجلٌ جُنُبٌ وقومٌ جُنُبٌ (وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا). وأجْنَبَ وتجَنّبَ واجتَنَبَ ، وجارٌ جُنُبٌ وهو الذي جاوَرَك من قوم آخرين ، ليس من أهل الدار ولا من أهل النسب ، وهؤلاء قومٌ أجْنَابٌ ؛ قالت الخنساء :

يا عينُ فِيضي بدَمعٍ منكِ تَسْكَابَا

وابكي أخاكِ إذا جاوَرْتِ أجْنَابَا

ولا تَحْرِمْني عن جَنَابَةٍ أي من أجل بُعْدِ نسَبٍ وغُربة ، ومعناه لا يصدر حرمانك عنها كقوله تعالى (وَما فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي) ؛ قال عَلْقَمَةُ :

فلا تَحرِمَنّي نائِلاً عن جَنَابَةٍ

فإنّي امرُؤٌ وَسْطَ القِبابِ غرِيبُ

وأنا في جَنَابِ فلان أي في فِنَائِه ومَحلّتِه. ومشَوْا جانِبَيه وجَنَابَيْه وجَنَابَتَيْه وجَنَبَتَيْه ؛ قال كعب بن زهير :

يَسعى الوُشاةُ جَنَابَيْها وقولُهُمُ

إنّكَ يابنَ أبي سُلْمَى لمَقْتُولُ

ونزلوا في جَنَبَاتِ الوادي. وقعد جَنْبَةً إذا اعتزَلَ القومَ. وتقول : طَانِبِ الكِرَام وجَانِبِ اللّئَام. ولَجّ فلان في جِنابٍ قَبيحٍ أي في مُجَانَبَةِ أهله. وجنَبْتُ الدابةَ أجْنُبُها جَنَباً بالتحريك. وفي الحديث : «لا جَنَبَ في الإسلام». وهو أن يجنُبَ المسابقُ فرساً فإذا دنا من الغاية انتقل عليه ليَسْبِقَ. وأعطاه الجَنْبَ : انقادَ له. وفلان تُقَاد الجَنائِبُ بين يَدَيه ، وهو يركَبُ نَجِيبَه ويقود جَنِيبَه. وجانَبَه : مشى إلى جَنْبِه ، وهو جَنِيبُه. وفرس طَوْعُ الجِنَابِ : سَلِسُ القِيَادِ. وأصْحَبَ جَنِيبُه إذا طاوَعَه. وهو أجنَبيٌ مني وأجْنَبُ. وجَنَبْتُه الشرَّ فاجتنبَه ، وجنّبْتُه إيّاه فتجنّبَه. وقيل للتُّرْسِ : المِجْنَبُ ، لأنّه يَجْنُب صاحبَه أي يقيه ما يكره كأنّه آلة لذلك. وكان في إحدى المُجَنِّبَتَين وهما جناحا العسكر. وجَنَبَتِ الرّيحُ : هَبّتْ جَنُوباً. وجُنِبَ القومُ : أصابتْهم ، وسحابةٌ مجنوبة. وأجْنَبُوا : دخلوا فيها. والمجنوبُ في سبيل الله شهيدٌ ، وذاتُ الجَنْبِ داء الصَّناديدِ.

ومن المجاز : اتّقِ الله الذي لا جَنِيبَةَ له أي لا عَديلَ