ويقول السيرافي تعليقا على ذلك بقوله : «على أن الاسم إذا حذفت لامه ثم ثنّي فرد إليه اللام حركت العين وإن كان أصل بنيتها السكون كقول الشاعر :
يديان بالمعروف عند محرق |
| قد يمنعانك أن تضام وتضطهدا (١) |
و «يد» فعل بالسكون ولكنها لما حذفت لامها فوقع الإعراب على الدال ثم ردوا المحذوف لم يسلبوا الدال الحركة» (٢) ومعنى كلامه أنه تأييد لمذهب الخليل الذي يقول بتسكين العين ، فقد بيّن السيرافي أن تحريك العين عند التثنية بعد رد اللام المحذوف لا يدل على تحريكها أصلا ، ودليله أن «يد» فعل بالسكون لكنها لما ردت إليها عند التثنية لم يسلبوا حركة العين.
وعلّق السيرافي على ذلك بقوله : «ولا في الانصراف وغير الانصراف والتأنيث والتذكير ككي ولو ، وقصتها كقصتهما في كل شيء وإذا صارت «ذا» اسما أو «ما» مدت ولم تصرف واحدا منهما إذا كان اسم مؤنث لأنهما مذكران. فأما «لا» فتمدها وقصتها قصة «في» في التذكير والتأنيث والانصراف وتركه» (٣) وهذه الألفاظ «لا ، ما ، ذا» المنتهية بحرف العلة «الألف» إذا صارت أسماء فقصتها في الانصراف وعدمه وفي التذكير والتأنيث كقصة «لو» وقد علمنا فيما مضى أنه يجب تضعيف حرف
__________________
(١) البيت غير معروف القائل ، وله رواية أخرى :
يديان بيضاوان عند محلّم |
| قد تمنعانك أن تضام وتضطهدا |
انظر شرح ابن يعيش ٤ / ١٥١ ، والخزانة ٣ / ٣٤٧ ، والمقرب لابن عصفور / ٨٠.
(٢) هامش السيرافي على سيبويه ٢ / ٣٣.
(٣) سيبويه ٢ / ٣٣.