قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

دروس موجزة في علمي الرجال والدراية

دروس موجزة في علمي الرجال والدراية

دروس موجزة في علمي الرجال والدراية

تحمیل

دروس موجزة في علمي الرجال والدراية

164/208
*

الخبر المتواتر

التواتر في اللغة هو عبارة عن مجيء الواحد تلو الآخر على وجه الترتيب.

وأمّا في الاصطلاح فقد عُرّف بقولهم : خبر جماعة ، يفيد بنفسه القطع بصدقه. (١)

فقوله : « بنفسه » يخرج ما أفاد اليقين بمعونة القرائن ، وعلى ذلك فالخبر المحفوف بالقرائن المفيدة للعلم ليس بخبر متواتر ، كما إذا جاء المخبر بموت أحد وقُورن بسماع النوح من بيته ، فذلك مما يفيد علمنا بصحته ، لكن لا بنفس الخبر بل بمعونة القرائن.

وربما يعرّف : خبر جماعة يؤمن امتناع تواطئهم على الكذب عادة. (٢) ويحرز ذلك ( امتناع تواطئهم على الكذب ) بكثرة المخبرين ووثاقتهم ، أو كون الموضوع مصروفاً عنه دواعي الكذب ، أو غير ذلك.

تقسيم المتواتر إلى اللفظي والمعنوي

ينقسم المتواتر إلى لفظي ومعنوي.

فالأوّل : ما إذا اتّحدت ألفاظ المخبرين في أخبارهم ، كقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « إنّما الأعمال بالنيّات » على القول بتواتره ; وقوله : « من كنت مولاه فعليٌّ مولاه » ؛ وقوله : « إنّي تارك فيكم الثقلين » ، والفرق بين الأوّل والأخيرين هو انّ تمام الحديث في الأوّل متواتر ، دون الثاني والثالث لوجود الاختلاف في ما ورد في ذيلهما.

والثاني : ما إذا تعدّدت ألفاظ المخبرين ولكن اشتمل كلّ منها على معنى

__________________

١. قوانين الأُصول : ١ / ٤٢٠.

٢. قوانين الأُصول : ١ / ٤٢٠.