تقدم في العبادات ، وكان عمدة همهم في تنقيح وجه للتمسك بتلك الاطلاقات بناء على القول بالصحيح المتفرع على القول بأنّ ألفاظ المعاملات أسماء للأسباب ، ومن الواضح أنّ ما أفاده شيخنا قدسسره من الوجه في صحة التمسك بتلك الاطلاقات خارج عن سلسلة هذا الاشكال ، وإنّما هو توجيه للتمسك بها بناء على كونها أسماء للمسببات بالمعنى الذي أفاده قدسسره من السببية أعني الآلية ، ومن الواضح أنّ هذا وجه آخر للتمسك بتلك الاطلاقات غير ما هو مطلوب الجماعة من توجيه التمسك بها بناء على كونها أسماء للأسباب وأنّها موضوعة لخصوص الصحيح.
وهذا الاشكال أعني اشكال التمسك بتلك المطلقات بناء على ما ذكر من كونها أسماء للأسباب وأنّها موضوعة لخصوص الصحيح منها هو الذي دعا الشيخ قدسسره في التقريرات إلى الالتزام بكون ألفاظ المعاملات موضوعة للأعم ، لأنّ دعوى كونها موضوعة للصحيح منافية بنظره قدسسره لصحة التمسك بتلك الاطلاقات كما يظهر من التقريرات مما أفاده من قوله : أقول ـ إلى قوله ـ : فتأمل (١) ، المتوسط بين ما نقله عن الشهيد الثاني وبين ما نقله عن صاحب الحاشية قدسسرهما.
لكن الشيخ قدسسره في أوائل البيع من المكاسب قبل الشروع في المعاطاة له قدسسره كلام في توجيه التمسك بالاطلاقات بناء على كونها موضوعة لخصوص الصحيح ينبغي مراجعته والتأمل فيه ، وهل هو مبني على كونها أسماء للمسببات أو أنّها أسماء للأسباب ، أو هو مبني على كونها فعلا بالآلة فراجعه وتدبر ، والذي يترجّح في النظر القاصر هو أنّ مراد الشيخ هناك
__________________
(١) مطارح الأنظار ١ : ٤٠ ـ ٤١.