للدنيا الملعونة وغيرها ، فكلّما كان في الدنيا يوجب القرب إلى الله من المعارف والعلوم الحقّة والطاعات ، وما يتوصّل به إليها من المعيشة بقدر الضرورة والكفاف ، فهي من الآخرة وليست من الدنيا ، وكلّما يصير سبباً للبعد عن الله والاشتغال عن ذكره ويلهي عن درجات الآخرة وكمالاتها ، وليس الغرض فيه القرب منه تعالىٰ والوصول إلى رضاه ، فهي الدنيا الملعونة ـ انتهىٰ. وقد عرفت ما يؤيّد ذلك.
وأنّ الشيطان يدبر ابن آدم في كلّ شيءٍ ، فاذا أعياه جثم له عند المال فأخذ برقبته (١). ( يدبر ، أي : يتعقّبه ويمشي خلفه ، وأعياه ، أي : أعيا ابن آدم الشيطان ، وجثم له : لزم مكانه ، والمراد : أنّه يقدر على إغوائه من جهة المال ).
وأنّ الدينار والدرهم أهلكا من كان قبلكم وهما مهلكاكم (٢).
وأنّ مثل الحريص على الدنيا كمثل دودة القزّ كلّما ازداد من القزّ على نفسها لفّاً كان أبعد من الخروج حتّىٰ تموت غمّاً (٣).
وأنّه : ما ذئبان ضاريان في غنمٍ بأفسد فيها من حبّ المال والشرف في دين المؤمن (٤).
وأنّ من تعلّق قلبه بالدنيا تعلّق قلبه بثلاث خصالٍ : همّ لا يفنىٰ ، وأمل لا يُدرك ، ورجاء لا ينال (٥).
____________________________
١) الكافي : ج ٢ ، ص ٣١٥ ـ بحار الأنوار : ج ٧٣ ، ص ٢٢.
٢) الكافي : ج ٢ ، ص ٣١٦ ـ بحار الأنوار : ج ٧٣ ، ص ٢٣.
٣) الكافي : ج ٢ ص ١٣٤ ـ وسائل الشيعة : ج ١١ ، ص ٣١٨ ـ بحار الأنوار : ج ٧٣ ، ص ٢٣ و ٦٨.
٤) الكافي : ج ٢ ، ص ٣١٥ ـ الوافي : ج ٥ ، ص ٨٤٣ ـ وسائل الشيعة : ج ١١ ، ص ٢٧٩ ـ بحار الأنوار : ج ٧٣ ، ص ٢٤.
٥) الكافي : ج ٢ ، ص ٣٢٠ ـ الخصال : ص ٨٨ ـ الوافي : ج ٥ ، ص ٨٩٧ ـ بحار الأنوار : ج ٧٣ ، ص ٢٤ و ج ٧٨ ، ص ٢٥٠.