والصادر من البخيل والعِشرة الصادرة من المتواضع والصادرة من المتكبّر ونحوها. فالشاكلة هي : النفس الإنسانيّة المتّصفة بصفاتٍ ، وهي التي يصدر منها الفعل بعزمٍ وإرادةٍ. والحامل لها على ذلك اقتضاء تلك الصفات. وينبغي أن يعلم أنّ دعوة الملكات نحو الفعل واقتضاءها له ليست بنحو العلّة التامّة حتّى يستشكل بلزوم الجبر في الأفعال وسقوط الثواب والعقاب ، بل بنحو الاقتضاء والعلّيّة الناقصة مع بقاء الاختيار في صاحب السجيّة وهذا كمن هو جائع أو عطشان وهنا غذاء وماء حرام مع عدم الإضطرار والإلجاء.
الأمر
الخامس :
قد عرفت فيما سبق أنّه قد أطلق على حقيقة الإنسان وجوهر وجوده الذي هو نفسه وروحه أسماء وألقاب في الكتاب الكريم بملاحظة آثار وجوديّة كامنة فيه ، وخواصّ وحالات موجودة فيه : كعنوان النفس والقلب ونحوهما ، والتأمّل في الآيات الكريمة يعطي أنّ إطلاق عنوان القلب عليه في الغالب بلحاظ الحالات والملكات الحاصلة له ، وإطلاق عنوان النفس بلحاظ وقوعه طرفاً للخطاب في التكاليف ولاستناد صدور الأفعال ورجوع نتائج الأعمال إليه. فهذا الموجود في اصطلاح الكتاب العزيز قلب من حيث اتّصافه بمختلف الصفات والملكات ، ونفس من حيث وقوعه مخاطباً بالتكاليف مأموراً بامتثالها ومجزياً بها في دنياه وآخرته. فلاحظ ما أسند إلى القلب في الكتاب العزيز من كرائم الصفات نظير كتابة الإيمان فيه ، وسلامته من الأمراض ، وتقواه ، وتعقّله ، وسكينته وطمأنينة ، ورأفته ، ورحمته ، وطهارته ، ووجله