وهي الأحكام المتعلّقة بالعقائد الباطنيّة ، وموضوعها النفس من حيث عقلها النّظري. والأحكام الفرعيّة والشرائع العمليّة التكليفيّة والوضعيّة ، وموضوعها النفس من حيث عقلها العمليّ. والأحكام الأخلاقية والشرائع النفسيّة. وموضوعها النفس من حيث صفاتها وملكاتها كما عرفت. وهذا القسم ـ مضافاً إلى كونه ملحوظاً بالاستقلال في المراحل التربويّة ـ يكون كالغرض والغاية للقسمين الآخرين أيضاً كما قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : « بُعثت لاُتمّم مكارم الأخلاق » (١) وهذا هو المبحوث عنه في المقام.
الأمر الثّالث : أنّه ينبغي أن نقول في توضيح موضوع البحث : إنّ هنا موجوداً غير هذا الجسم المرئيّ ينسب إليه الشعور والعقل والعزم والارادة ، ويشار إليه بكلمة « أنا » و « أنت » وتسند إليه أمور ليست من عوارض الجسم وصفاته في قول الشخص : علمت وفهمت وأردت وكرهت وأحببت وأبغضت ونحوها. وبتقارن هذا الجوهر للجسم وازدواجه به يتحقّق مصداق لقوله تعالىٰ : ( وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ ) (٢) في الدنيا ، كما يتحقّق مصداق له أيضاً بازدواجه به بعد الحياة في عالم الآخرة. وبهذا التقارن يصير الجسم خلقاً آخر كما يشير إليه قوله تعالى : ( ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ) (٣) أي : بعد تمام الأربعة الأشهر للجنين في
____________________________
١) نص النصوص : ص ٧١ ـ المحجة البيضاء : ج ٤ ، ص ١٢١ ـ بحار الأنوار : ج ٧٠ ، ص ٣٧٢ ـ ج ٧١ ، ص ٣٧٣ و ٣٨٢ ـ مرآة العقول : ج ٧ ، ص ٣٤٧.
٢) التكوير : ٧.
٣) المؤمنون : ١٤.