الجن ورقى العقارب
، فتكون مؤثرة بذواتها بل هي مؤثرة بأوضاعها ، ولا معنى للوضع إلاّ تعهّد
الاستعمال ولا معنى للاستعمال إلاّ الكشف عن المراد.
فالمتصوّر في عقد
النكاح ـ مثلا ـ كشف كل من الإيجاب والقبول عن التزام كل من الزوجين للآخر بآثار
الزوجيّة ، وتعهّده له بما عليه من أحكامها ، وإعلامه هذا التعهّد بهذه الألفاظ ،
ولا نمنع بعد ذلك إمكان اعتبار العلاقة بين الزوجين ، وانتزاعها من التعهّد
المذكور ، وللكلام تتمّة ستقف عليها إن شاء الله في مبحث الأوامر.
وقد استبان بما
ذكرنا [ ه ] أمور :
منها : أنّ تمام
الوضع بالإعلام فلا يكاد يحصل الغرض إلاّ به ، ولا ينحصر الإعلام بلفظ خاص ،
وبكيفيّة مخصوصة فيحصل بلفظ سمّيته ، وجعلته ، ووضعته ، بل بنفس الاستعمال مع
القرينة في وجه ، كما لو وجّه الخطاب إلى شخص ، وناداه بـ ( يا زيد ) قاصدا إعلام
الحاضرين بأنه سمّاه زيدا ، فبالاستعمال يحصل الإعلام بالوضع. لا نفس الوضع ، كما
سمعناه مرارا في مجلس الدرس عن الشيخ الأستاذ ، وهو مبني على
ما كان يذهب إليه من أنّ الوضع جعل العلاقة.
وقد يكتفي عن
التصريح به بالشهرة وكثرة الاستعمال ، فتقومان مقام الإعلام ، وهذا هو الوضع التعيّني.
فالوضع على هذا
ليس إلاّ قسما واحدا في حدّ ذاته ، وإنما التعدد في طرق الإعلام.
__________________