الواجب طاعته بل كان ينهى بصورة الإرشاد والنصح والهداية ) (١).
ومما يعضد هذا الرأي الإمامي في تنزيه آدم عليهالسلام وعصمته ما رواه الشيخ الصدوق رحمهالله في أماليه بإسناده إلى أبي الصلت الهروي قال : « لما جمع المأمون علي بن موسى الرضا عليهالسلام أهل المقالات من أهل الإسلام والديانات ، واليهود والنصارى ، والمجوس ، وسائر أهل المقالات ، قام إليه عليّ بن الجهم فقال : يا ابن رسول الله ، أتقول بعصمة الأنبياء ؟
قال عليهالسلام : بلى.
قال : فما تقول في قول الله عز وجل ( وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ ) (٢) ؟
فقال الرضا عليهالسلام : ويحك يا علي ، أتق الله ولا تنسب إلى أنبياء الله الفواحش ، ولا تؤول كتاب الله برأيك ، فأنّ الله عزّوجلّ يقول : ( وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ) (٣).
وأما قوله عزّوجلّ ( وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ ) (٤) فأنّ الله عزّوجلّ ، خلق آدم عليهالسلام حجة في أرضه ، وخليفة في بلاده ، ولم يخلقه للجنة ، وكانت المعصية من آدم في الجنة لا في الأرض ، لتتم مقادير أمر الله عزّوجلّ ، فلما أهبط الى الأرض جعله حجة وخليفة وعصمة الله بقوله : ( إِنَّ اللهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) (٥) » (٦).
___________
(١) مفاهيم القرآن / الشيخ جعفر السبحاني ٥ : ٢٢.
(٢) سورة طه : ٢٠ / ١٢١.
(٣) سورة آل عمران : ٣ / ٧.
(٤) سورة طه : ٢٠ / ١٢١.
(٥) سورة آل عمران : ٣ / ٣٣ ـ ٣٤.
(٦) الأمالي / الشيخ الصدوق : ١٨٢ ـ ١٨٤.