قال الشيخ الطبرسي رحمهالله : ( ثمّ لامهم سبحانه على ردّهم أمره وذكر أن غرضه من البعثة الطاعة ، فقال ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ ) أي لم نرسل رسولاً من رسلنا ( إِلَّا لِيُطَاعَ ) (١) عني به أن الغرض من الإرسال أن يطاع الرسول ويتمثّل بما يأمر به ثمّ أنّه يرى قوله تعالى ( بِإِذْنِ اللهِ ) أي بأمر الله الذي دلّ على وجوب طاعتهم ) (٢).
وقال العلّامة الطباطبائي رحمهالله : ( وممّا يدلّ على عصمتهم عليهمالسلام قوله تعالى : ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللهِ ) حيث جعل كون الرسول مطاعاً غاية الإرسال ، وقصر العناية فيه ، وذلك يستدعي بالملازمة البيّنة تعلّق إرادته تعالى بكلّ ما يطاع فيه الرسول صلىاللهعليهوآله وهو قوله أو فعله ، لأنّ كلّ منهما وسيلةً معمولة متداولة في التبليغ ، فلو تحقّق من الرسول خطأ في فهم الوحي أو في التبليغ كان ذلك إرادة منه تعالى للباطل ، والله سبحانه لا يريد إلّا الحقّ ) (٣).
وقد وافقنا على ذلك الفخر الرازي ، فقال : ( الآية دالّة على أن الأنبياء عليهمالسلام معصومون عن المعاصي والذنوب لأنّها دلّت على وجوب طاعتهم مطلقاً ، فلو أتوا بمعصيةٍ لوجب علينا الاقتداء بهم في تلك المعصية ، وكونها معصية يوجب كونها محرّمة علينا ، فيلزم توارد الإيجاب والتحريم على الشيء الواحد وأنّه محال ) (٤).
الآية السابعة : قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) (٥).
___________
(١) سورة النساء : ٤ / ٦٤.
(٢) مجمع البيان ٣ : ٨٧.
(٣) الميزان ٢ : ١٣٧.
(٤) مفاتيح الغيب ١٠ : ١٢٩.
(٥) سورة التوبة : ٩ / ١١٩.