يقع الحديث عن العصمة في إطار مسائل النبوّة ، وهي مجموعة القضايا التي يشترك فيها الأنبياء عليهمالسلام وتقف مسألة العصمة في الصفّ الأوّل من مسائل النبوّة العامّة من حيث أهميتها لما لها من آثار مهمّة وثمرات أساسيّة في عقيدة الإنسان المسلم إزاء وظيفة النبوّة وأثر وظيفتها في حياة المجتمع البشري ونظامه ، فثبوت العصمة لإنسان ما يعني ثبوت مجموعة من الآثار واللوازم بحيث تكون أقواله وأفعاله وتقريراته حجّة على الآخرين ، مع اتّخاذه قدوة وأُسوة لهم في كلّ شيء وغير ذلك من الثمرات المتفرّعة عن مسألة العصمة.
ونجد القرآن الكريم يقرّر ثبوت العصمة المطلقة للأنبياء عليهمالسلام من خلال آيات عديدة سنقف عندها في مقام آخر من هذا البحث في غير مورد ، ولابدّ لنا قبل ذلك من الوقوف على الدلالات اللغوية والاصطلاحية للعصمة قبل الإلمام في إطارها الموضوعي في ضوء المنظور القرآني.
حينما يتعرّض اللغويون لبيان حقيقة
العصمة فإنّهم يؤكّدون في حقيقتها