كتابه.
فقال له المأمون : وأين ذلك من كتاب الله ؟
فقال له الرضا عليهالسلام : في قول الله عزّوجلّ : ( إِنَّ اللهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) (١) .. » (٢).
وفي الخبر أنّ رجلاً أقبل يوم عاشوراء من معسكر عمر بن سعد لعنه الله إلى الإمام الحسين فقال : « يا حسين بن فاطمة : أي حرمة لك من رسول الله ليست لغيرك ؟ فتلا الإمام الحسين عليهالسلام هذه الآية : ( إِنَّ اللهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ ) ثمّ قال : والله أن محمداً لمن آل إبراهيم وان العترة الهادية لمن آل محمد ، من الرجل ؟ فقيل : محمد بن الأشعث بن قيس الكندي .. » (٣).
قال تعالى : ( وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) (٤).
تدلّ الآية المباركة على إطلاق العصمة وإن أخذ سياقها القرآني منحى الإمامة باعتبار العهد الذي لا يناله من وسمّ بالظُلمِ ، حيث إنّها جاءت بعد
___________
(١) سورة آل عمران : ٣ / ٣٣ ـ ٣٤.
(٢) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ٢٠٨ ـ ٢٠٩ / ١ باب (٢٣).
(٣) روضة الواعظين / الفتال النيسابوري : ١٨٥.
(٤) سورة البقرة : ٢ / ١٢٤.