والعصمة ... ) (١).
وهذه واضحة الدلالة على كون المراد في الآية الكريمة هي عصمتهم عليهمالسلام حيث كانوا مبرّئين من كلّ عيب ونقص وذنب.
ويرى الإمامية أنّ معنى الاصطفاء في الآية اختيار وانتخاب للنبوّة والإمامة وما فيها من الخصائص الروحانية والعصمة والكمالات والفضائل ، وما يلازمها من الصفات الخيرة الجسمانية والروحية والخلقية (٢).
هذا مع كون الاصطفاء محصوراً بمن كان معصوماً من آل إبراهيم وآل عمران بلا فرق بين كونهما أنبياء أو أئمّة.
فمن كانت هذه صفاته كيف يتصوّر أن يكون غافلاً عن ذكر الله مائلاً إلى شهواته ، أضف إلى ذلك انّ التسديد الإلهي لأنبيائه ورسله مانعاً باختيار منهم من الاقتراب من كلّ ذنب وخطيئة مهما كان حجمه ونوعه وهو عين إطلاق العصمة لهم عليهمالسلام.
ومن روائع الأحاديث الصحيحة الواردة في خصوص الآية الشريفة المذكورة ما رواه الريان بن الصلت في خبر طويل عن أبي الحسن الإمام الرضا عليهالسلام في مجلس المأمون العباسي جاء فيه :
« فقال المأمون : هل فضل الله العترة على سائر الناس ؟ فقال أبو الحسن عليهالسلام : إنّ الله عزّوجلّ أبان فضل العترة على سائر الناس في محكم
___________
(١) تفسير القرآن الكريم / السيد عبد الله شبّر ١ : ٥٤.
(٢) ظ : التفسير الجديد / السبزواري ٢ : ٤٤ ـ ٤٥ ، ومقتنيات الدرر / مير سيد علي الحائري ٢ : ١٨٥ ، والجوهر الثمين / السيد عبد الله شبر ٣ : ٣١٣.