موسى كان أمره
باللحاق به ، فعصى هارون أمره ؟ قلنا : يجوز أن يكون أمره بذلك بشرط المصلحة ، ورأى هارون الإقامة أصلح ، والشاهد يرى ما لا يرى الغائب ، ويجوز أن يكون لم يأمره بذلك ، وإنّما أمره بمجاهدتهم وزجرهم عن القبيح ، وإنّما عاتبه مع أن اللوم توجّه على القوم ؛ لأنّ أمره بمفارقتهم لوم عليهم ، وقيل أن موقع الذنب ممن عظمت مرتبته أعظم ، فلما كان هارون أجل من خلّفه موسى خصّه باللائمة ، وهذا إنّما يتّجه إذا ثبت لهارون ذنب ، فأمّا وهو نقي الجيب من جميع الذنوب ، برئ الساحة من العيوب ، فالقول الأوّل هو الوجه » .
أي أنه لم يعص أخيه عليهماالسلام في شيء قط.
وقال الشيخ محمد جواد مغنية رحمهالله في معنى قوله (
أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي )
: ( هذا ظاهره لوم أو عتاب لهارون عليهالسلام
أما في واقعه فهو تقريع للذين عبدوا العجل ) .
وقد سبقه الشيخ الطوسي إلى هذا المعنى
قال : « وقوله : ( أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي )
صورته صورة الاستفهام ، والمراد به التقرير ؛ لأنّ موسى كان يعلم أن هارون لا يعصيه في أمره » .
سادساً
ـ ما يتعلّق بنبي الله داود عليهالسلام
:
تعرّض نبيّ الله داود عليهالسلام كغيره من أنبياء
الله ورسله عليهمالسلام
إلى مدّعيات المخطئة التي هي أشبه ما تكون بالسخافات منها إلى الإشكالات العلميّة ، سيما وقد تجرّأت على مقام خليفة الله في أرضه فزعمت ارتكابه أشدّ
___________