أذعن بوفاة النبي صلىاللهعليهوآله (١).
لقد كان عمر يسعىٰ للسيطرة على الاوضاع الى ان يأتي أبو بكر كما هو واضح ، ولم يكن الوحيد الذي أنكر وفاة النبي صلىاللهعليهوآله ، وإنّما شاطره الرأي عثمان أيضاً ، فالنبي لم يمت ، بل عرج به إلى السماء كعيسى بن مريم حسب ما يعتقد هذان (٢).
إنّ هذا التطابق في وجهات النظر يولّد إلى احتمال توافقات سرّية بينهم.
والخلاصة : إنّ المخططات الاُموية لانتزاع السلطة بعد النبي صلىاللهعليهوآله أمرٌ لا يشوبه الشك ، ولم يكن لينطلي على الواعين آنذاك ، فها هو الحبّاب بن المنذر يخاطب أبا بكر في السقيفة قائلاً : نشفق فيما بعد هذا اليوم ، ونحذّر أن يغلب علىٰ هذا الأمر من ليس منّا ولا منكم (٣).
لقد أدرك هذا الرجل الوضع حقاً وكان تنبّؤه دقيقاً للغاية ، ولم يقتصر الأمر على بني اُمية ، فهناك بنو زهرة قد اجتمعوا على سعد وعبدالرحمن بن عوف (٤).
__________________
(١) السيرة النبوية ٤ : ٣٠٥ و ٣١١ ، تاريخ الطبري ٣ : ٢١٠ ، البداية والنهاية ٥ : ٢٦٢ و ٢٦٣ ، أنساب الأشراف ٢ : ٧٤٢.
(٢) أنساب الأشراف ٢ : ٧٤٤.
(٣) أنساب الأشراف ٢ : ٧٦٢ ، الطبقات الكبرى ٣ : ١٨٢.
(٤) السقيفة وفدك : ٦٠ الإمامة والسياسة : ٢٨.