المنتصر هو وقومه ، لأنه يهدف الإيقاع بين هاتين المجموعتين ، ممّا يؤدي إلى تضعيفهما ، واستحكام مكانة بني اُمية ، وعلى الأقل إجبار أبي بكر على إعطاء امتيازاتٍ في صورة مخالفته له.
وفي الحقيقة كان قد جنىٰ الثمار أيضاً ، لأنه قد ربح من الناحية المالية. ففي رواية كان النبي صلىاللهعليهوآله قد بعث أبا سفيان ساعياً ، فرجع من سعايته فكلّم عمر أبا بكر فقال : إنّ أبا سفيان قد قدم ، وإنا لا نأمن شره ، فدفع له ما في يده ورضي (١). وتمكّن من الحصول على وعودٍ بإمارة ولده معاوية (٢).
وبهذا يتضح سبب مخالفة عليٍّ عليهالسلام لمقترح أبي سفيان ، فلقد طرده وقال : « والله ما أردتَ بهذا إلاّ الفتنة ، وإنّك طالما بغيت الإسلام شرّاً ، لا حاجة لنا في نصيحتك » (٣).
إنّ ما يبدو من كلام عليٍّ عليهالسلام هو : أنّ أبا سفيان لم يكن يبغي سوىٰ التآمر ، ولم تكن القضية تنطلق من شعورٍ سابق لديه.
ويظهر من أكثر الروايات أنّ أبا سفيان كان هو الوحيد من بني اُمية ممَّن لا يرىٰ خلافة أبي بكر ، وقد ذهب إلى بني اُمية في المسجد
__________________
(١) السقيفة وفدك : ٣٧.
(٢) تاريخ الطبري ٣ : ٢٠٩.
(٣) المصدر نفسه ، والإرشاد ١ : ١٨٩.