كانت قد تجذّرت في
تلك الأوساط ؛ ليعلمهم أن لا فضل لأحدٍ أو لقبيلةٍ إلاَّ بالتقوىٰ (
إِنَّ
أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهِ أَتْقَاكُمْ
) .
ولا شكّ أنّ النبي قد بذل الغالي والنفيس
في هذا الطريق ، فأدّىٰ الرسالة وصدع بما أمر وبلّغ ما اُنزل إليه من ربه (
وَمَا
عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاغُ المُبِينُ )
، ولكن هل امتثل البشر تلك الأوامر بصورة كاملةٍ ليقضىٰ على العصبيات تماماً ؟ الحقيقة إنّ محاولات النبيّ الأطهر صلىاللهعليهوآله استطاعت
القضاء على ظاهرة الحروب وإراقة الدماء بين القبائل ، ولكنّ المنافسات القبلية بقيت ، فلم يكن بالإمكان إزالتها آنذاك ، بل ربّما لم تكن المصلحة في القضاء عليها بشكلٍ كامل.
إنّ عصبية القوم والقبيلة لها قصة تطول
في الواقع الجاهلي وليس نسيانها بالأمر الهيّن ، وهي ظاهرة لا تزال تعشّش في نفوس البشرية في الميول القومية والقبلية والحزبية ، ولن تنفكَّ عن الإنسان حتى الموت.
وليس هذا ممّا يعاب عليه النبي صلىاللهعليهوآله ، فهو قد بلّغ الرسالة على أحسن ما يرىٰ ، ويبقىٰ الإنسان وموقفه (
وَقُلِ
الحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ
) .
__________________