وهناك عبارات لبعض المؤرخين تؤكد هذا الأمر ، يقول المسعودي : كانت بينه ( سعد بن عبادة ) وبين من حضر من المهاجرين في السقيفة منازعة طويلة وخطوب عظيمة ، وعلي والعباس وغيرهم من المهاجرين مشتغلون النبي صلىاللهعليهوآله ودفنه (١).
ويقول ابن هشام : أتىٰ آت إلىٰ أبي بكر وعمر ، فقال : إن هذا الحي من الأنصار مع سعد بن عبادة في سقيفة بني ساعدة ، قد انحازوا إليه ... ورسول الله صلىاللهعليهوآله في بيته لم يفرغ من أمره (٢).
وتعني هذه العبارة : أنّ تجهيز النبي صلىاللهعليهوآله قد بُدئ به ، ولكنّه لم يَنتهِ حتى ذلك الحين.
هذه إحدىٰ صور ما نقله ابن هشام ، ولكنّه في عبارةٍ اُخرىٰ يقول : فلمّا فُرغ من جهاز رسول الله يوم الثلاثاء ... (٣).
وهي لا يمكن أن تدلّ علىٰ ما يدّعي المستشكل ؛ لأنّها تقول : « فلمّا فرغ من جهاز رسول الله يوم الثلاثاء » ، بينما يقول المستشكل : لم يتم تجهيز النبي صلىاللهعليهوآله إلاّ في يوم الثلاثاء.
والفرق واضح بين العبارتين ، فلا تدلاّن على معنىً واحد ، وإنّما بينهما نوع تعارض.
__________________
(١) التنبيه والإشراف : ٢٤٧.
(٢) السيرة النبوية ٤ : ٣٠٧.
(٣) نفس المصدر ٤ : ٣١٤.