عبدالرحمن إذا لم يشهد الحادثة فهو يرويها عن أبيه ، وهو عن أبي عمرة الأنصاري ( جدّه ) ، وحذف اللقب من سلسلة السند أمر ليس بالغريب.
مضافاً إلى أنّ هناك أفراداً لهم مكانة وعلمية في سلسلة سند الطرق الثلاثة ( أبو مخنف ، والجوهري ، والدينوري ) وهو شاهد معتبر على صحة محتوىٰ هذه الروايات ودقّتها ، خصوصاً في الطريق الذي يذكره من الجوهري ، إذ أنّ رواته ممّن يوثّقهم أهل السنّة ويركنون إلى رواياتهم ، كأحمد بن سيّار الذي وثّقه ابن حاتم والدارقطني (١) ، وكسعيد بن كثير حيث وصفه ابن أبي حاتم بالصدوق ، ويقول عنه : كان يقرأ من كتب الناس (٢). ويقول الذهبي : كان ثقةً ، إماماً ، من بحور العلم (٣).
ولاشكّ أنّ هذا القبيل من الأشخاص البارزين لا ينقلون كل خبر ، فما أورد من إشكالاتٍ على سند رواية أبي مخنف لا يمكن قبوله.
__________________
(١) تهذيب الكمال ١ : ٤٩٢ ـ ٤٩٣.
(٢) الجرح والتعديل ٤ : ٥٦.
(٣) سير أعلام النبلاء ١٠ : ٥٨٣ ـ ٥٨٤.