وهذا هو الذي جعل
كلاًّ من العلمين النائيني والخراساني ومن تبعهما يتفقان على البساطة ولكنهما
اختلفا في كيفية تحليله.
فالميرزا لاحظ
المبدأ بما هو حالة عارضة فعبر عن المشتق بأنّه موضوع للمبدأ لا بشرط من حيث الحمل
، أي بما هو يعكس ويظهر موصوفه ومعروضه ، والخراساني لاحظ الذات ولكنه لم يأخذه
كمفهوم عرضي في مدلول المشتق ، بل ادّعى انّ المشتق منتزع من الذات المتلبسة
بالمبدأ على حد انتزاع الأسماء الجامدة من معانيها ، إلاّانّها منتزعة بلحاظ ذاتها
ومطلقاً بينما المشتقات تنتزع بلحاظ المبادئ العارضة وما دامت كذلك.
ومنه يظهر أنّ
مفهوم الذات أيضاً لم يؤخذ في المشتقات وإنّما المشتقات كالجوامد منتزعة عن
مصاديقها الواقعية في الخارج أي عن الوجود العيني الخارجي وليس هذا بمعنى أخذ
مفهوم الوجود العرضي في مدلولها ، فكما لا يكون مفهوم الوجود العرضي مأخوذاً في
الجوامد كذلك لا يكون مفهوم الذات مأخوذاً في المشتقات وإنّما هي كالجوامد منتزعة
عن الوجود العيني الخارجي المتصف بالمبدأ ما دام متصفاً لا أكثر.
وممّا يؤكد ذلك
وجدانية البساطة في المشتق الاصولي أي الزوج والحر والسيف ، فإنّه كأسماء الجوامد
من حيث البساطة مع أنّ خصوصية المشتق ثابتة فيه.
ويمكن أن يستدل أو
يذكر كمنبّه وجداني على نفي التركيب أيضاً أن المشتق لو كان مركباً من ذات لها
المبدأ فلماذا لا دال على الذات فيه حيث انّ الهيئة لا إشكال في وضعها ـ بناءً على
التركيب ـ للنسبة والمادة للمبدأ فأين الدال