وأحملها إلى بناتي يأكلنها.
قال : فقلت في نفسي : ويحك يا ابن المبارك ، أين أنت عن هذه؟ فقلت : افتحي حجرك ، ففتحت فصببت الدنانير في طرف إزارها وهي مطرقة لا تلتفت ، قال : ومضيت إلى المنزل ونزع الله من قلبي شهوة الحجّ في ذلك العام ، ثمّ تجهّزت إلى بلادي فأقمت حتّى حجّ الناس وعادوا ، فخرجت أتلقّى جيراني وأصحابي فجعل كلّ من أقول له : قبل الله حجّك وشكر سعيك ، يقول لي : وأنت قبل الله حجّك وشكر سعيك ، إنّا قد اجتمعنا في مكّة بك في مكان كذا وكذا ، وأكثر الناس عليّ في القول ، فنمت متفكّرا فرأيت رسول الله صلىاللهعليهوآله في المنام وهو يقول لي : يا عبد الله ، لا تعجب فإنّك أغثت ملهوفة من ولدي ، فسألت الله أن يخلق على صورتك ملكا يحجّ عنك كلّ عامّ إلى يوم القيامة فإن شئت أن تحجّ وإن شئت لا تحجّ (١).
وثالثا : بيان ما ذكره بعض المخالفين كابن حجر في صواعقه (٢) ـ فإنّ الفضل ما شهدت به الأعداء ـ حيث قال في فضائله : إنّها كثيرة عظيمة شهيرة حتّى قال أحمد : ما جاء لأحد من الفضائل ما جاء لعليّ ومرّ في فضائل أبي بكر جمل من فضائل عليّ عليهالسلام ثمّ ذكر أربعين حديثا في فضائله.
[١] منها : أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله خلّفه في غزوة تبوك فقال : « يا رسول الله ، تخلّفني في النساء والصبيان؟ » فقال : « أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى عليهالسلام غير أنّه لا نبيّ بعدي » (٣).
[٢] ومنها : أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال يوم خيبر : « لأعطينّ الراية غدا رجلا يفتح الله
__________________
(١) « تذكرة الخواص » : ٣٢٨.
(٢) من هنا إلى ص ٤٢٠ منتخب ممّا ذكره في « الصواعق المحرقة » : ١٢٠ ـ ١٣١ ، وللمزيد نذكر في كلّ مورد مصادر أخرى.
(٣) « الاحتجاج » ٢ : ٤٨٩ : « الأمالي » للطوسي : ٣٠٧ ، المجلس ١١ ؛ « صحيح البخاري » ٤ : ١٦٠٢ ، الرقم ٤١٥٤ ؛ « بحار الأنوار » ٢٣ : ٢٩٧.