أَتُنَبِّئُونَ اللهَ بِما لا يَعْلَمُ ) (١) ، وأمّا ما ليس عند الله فليس عنده ظلم للعباد ، وأمّا ما ليس لله فليس له ضدّ ولا ندّ ولا شبه ولا مثل ».
قال : فوثب عمر وقبّل ما بين عيني عليّ عليهالسلام ثمّ قال : يا أبا الحسن ، منكم أخذنا العلم وإليكم يعود ، ولو لا عليّ لهلك عمر ، فما برح النصرانيّ حتّى أسلم وحسن إسلامه (٢).
[٢٧] ومنها : وعن أبي عبد الله عليهالسلام قال أتي عمر بن الخطّاب بامرأة قد تعلّقت برجل من الأنصار وكانت تهواه ولم تقدر على حيلة ، فذهبت وأخذت بيضة فأخرجت منها الصفرة وصبّت البياض على ثيابها وبين فخذيها ، ثمّ جاءت إلى عمر فقالت : يا أمير المؤمنين ، إنّ هذا الرجل قد أخذني في موضع كذا وكذا ففضحني ، فقال : فهمّ عمر أن يعاقب الأنصاريّ فجعل الأنصاريّ يحلف وأمير المؤمنين عليهالسلام جالس ويقول : يا أمير المؤمنين ، تثبّت في أمري ، فلمّا أكثر الفتى قال عمر لأمير المؤمنين عليهالسلام : يا أبا الحسن ما ترى؟
فنظر أمير المؤمنين عليهالسلام إلى بياض على ثوب المرأة وبين فخذيها فاتّهمها أن تكون احتالت لذلك قال : « ائتوني بماء حارّ قد أغلي غليانا شديدا » ففعلوا ، فلمّا أتي بالماء أمرهم فصبّوا على موضع البياض فاشتوى ذلك البياض ، فأخذه أمير المؤمنين عليهالسلام فألقاه في فيه ، فلمّا عرف طعمه ألقاه من فيه ثمّ أقبل على المرأة حتّى أقرّت بذلك ، ودفع الله عزّ وجلّ من الأنصاريّ عقوبة عمر (٣).
[٢٨] ومنها : ما روي عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : « أتي عمر بامرأة وزوجها شيخ ، فلمّا أن واقعها مات على بطنها فجاءت بولد فادّعى بنوه أنّها فجرت فتشاهدوا عليها وأمر عمر بها أن ترجم فمرّ بها عليّ عليهالسلام فقالت : يا ابن عمّ رسول الله ، إنّ لي حجّة
__________________
(١) يونس (١٠) : ١٨.
(٢) « بحار الأنوار » ٤٠ : ٢٨٦ ، ح ٤٢.
(٣) « الكافي » ٦ : ٤٢٣ ، باب النوادر ، ح ٦ ؛ « تهذيب الأحكام » ٦ : ٣٠٤ ، ح ٥٥ من باب الزيادات في القضايا والأحكام ؛ « بحار الأنوار » ٤٠ : ٣٠٣ ، ح ٧٩.