[٢١] ومنها : ما روي عن أبي جعفر عليهالسلام قال : قال أصحاب أمير المؤمنين عليهالسلام : يا أمير المؤمنين ، لو أريتنا ما نطمئنّ إليه ممّا أنهى إليك رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : « لو رأيتم عجيبة من عجائبي لكفرتم وقلتم : ساحر كذّاب وكاهن وهو من أحسن قولكم » ، قالوا : ما منّا أحد إلاّ وهو يعلم أنّك ورثت رسول الله صلىاللهعليهوآله وصار إليك علمه قال : « علم العالم شديد ولا يحتمله إلاّ مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان وأيّده بروح منه ».
ثمّ قال : « أمّا إذا أبيتم الآن أريكم بعض عجائبي وما آتاني الله من العلم » فاتّبعه سبعون رجلا كانوا في أنفسهم خيار الناس من شيعته ، فقال لهم عليهالسلام : « إنّي لست أريكم شيئا حتّى آخذ عليكم عهد الله وميثاقه ألاّ تكفروا بي ولا ترموني بمعضلة ، فو الله ما أريكم إلاّ ما علّمني رسول الله صلىاللهعليهوآله » ، فأخذ عليهم الميثاق أشدّ ما أخذه الله على رسله.
ثمّ قال : « حوّلوا وجوهكم عنّي حتّى أدعو بما أريد » ، فسمعوه بدعوات لم يسمعوا بمثلها ، ثمّ قال : « حوّلوا وجوهكم » ، فحوّلوها فإذا بها جنّات وأنهار وقصور من جانب والسعير تتلظّى من جانب ، حتّى أنّهم لم يشكّوا في معاينة الجنّة والنار فقال أحسنهم قولا : إنّ هذا السحر عظيم ورجعوا كفّارا إلاّ رجلين ، فلمّا رجع مع الرجلين قال لهما : « قد سمعتم مقالتهم وأخذي عليهم العهود والمواثيق ورجوعهم يكفرون ، أما والله إنّها لحجّتي عليهم غدا عند الله ، فإنّ الله يعلم أنّي لست بكاهن ولا ساحر ولا يعرف ذلك لي ولا لآبائي ، ولكنّه علم الله وعلم رسول الله صلىاللهعليهوآله أنهاه الله إلى رسوله وأنهاه رسول الله صلىاللهعليهوآله إليّ وأنهيته إليكم ، فإذا رددتم عليّ رددتم على الله ».
حتّى إذا صار إلى مسجد الكوفة دعا بدعوات فإذا حصى المسجد درّ وياقوت ، فقال لهما : « ما الذي تريان » قالا : هذا درّ وياقوت ، فقال : « لو أقسمت على ربّي فيما هو أعظم من هذا لأبرّ قسمي » فرجع أحدهما كافرا ، وأمّا الآخر فثبت فقال عليهالسلام : « إن أخذت شيئا ندمت وإن تركت ندمت » فلم يدعه حرصه حتّى أخذ درّة فصيّرها في كمّه حتّى إذا أصبح نظر إليها فإذا هي درّة بيضاء لم ينظر الناس إلى مثلها فقال :