وعن عبدالله بن مسعود ، قال : « حمل رسول الله صلىاللهعليهوآله الحسن والحسين على ظهره ، الحسن على أضلاعه اليمنى والحسين على أضلاعه اليسرى ، ثمّ مشى وقال : نعم المطيّ مطيّكما ، ونعم الراكبان أنتما وأبوكما خير منكما » (١).
وهذه الممارسة قد يستهجنها البعض في تلك المرحلة القريبة من الجاهلية ، ولكنها مداليل عظيمة تبيّن عظمة هذين السبطين من قبل رسول الله صلىاللهعليهوآله ؛ فهي ليست ممارسة عاطفية محضة ؛ بل هي ممارسة تربوية لتربية المسلمين على أهميّة هذين السبطين في الحياة الإسلامية والإنسانية ؛ هذه الأهمية دفعت برسول الله صلىاللهعليهوآله إلى أداء هذه الممارسة. ليوجه أنظار الصحابة إلى الدور الذي سيقوم به الحسن عليهالسلام بعد رحيل جدّه وأبيه.
وفي مقام آخر نجد أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله يقطع خطبته وينزل عن منبره ليحتضن الحسن والحسين عليهماالسلام ويأخذهما معه إلى المنبر ؛ لكي يستشعر الصحابة ويستشعر المسلمون مقام هذين السبطين. قال ابن كثير : « وقد ثبت في الحديث أنّه عليهالسلام بينما هو يخطب إذ رأى الحسن والحسين مقبلين فنزل إليهما فاحتظنهما وأخذهما معه إلى المنبر ، وقال : صدق الله ( إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ ) (٢) ، إنّي رأيت هذين يمشيان ويعثران فلم أملك أن نزلت إليهما ، ثمّ قال : إنّكم لمن روح الله وإنّكم لتبجلون وتحبّبون » (٣).
ومن مصاديق ومظاهر الاهتمام ما ورد عن أبي هريرة أنّه قال لمروان بن الحكم : « أشهد لخرجنا مع رسول الله صلىاللهعليهوآله حتى إذ كنّا ببعض الطريق سمع رسول الله صلىاللهعليهوآله صوت الحسن والحسين وهما يبكيان مع أمّهما ، فأسرع السير حتى أتاهما فسمعته يقول لها : ما شأن ابْنَيَّ ، فقالت : العطش ، قال : فاختلف
__________________
(١) بحار الأنوار / المجلسي ٤٣ : ٢٨٦ / ٥١ تاريخ الإمامين الهمامين ، باب ولادتهما.
(٢) سورة الأنفال : ٨/٢٨.
(٣) البداية والنهاية / ابن كثير ٨ : ٣٣.