قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الإمام الحسن السّبط عليه السلام سيرة وتاريخ

الإمام الحسن السّبط عليه السلام سيرة وتاريخالإمام الحسن السّبط عليه السلام سيرة وتاريخ

الإمام الحسن السّبط عليه السلام سيرة وتاريخ

تحمیل

الإمام الحسن السّبط عليه السلام سيرة وتاريخ

81/111
*

أن قال : « إنّي لأرجو أن أكون قد أصبحت بحمدالله ومنّه وأنا أنصح خلقه لخلقه ، وما أصبحت حاملاً على مسلم ضغينة ولا مريداً له بسوء ولا غائلة ، ألا وإنّ ما تكرهون في الجماعة خير لكم ممّا تحبّون في الفرقة ، ألا وإنّي ناظر لكم خيراً من نظركم لأنفسكم ، فلا تخالفوا أمري ، ولا تردّوا عليّ رأيي ، غفر الله لي ولكم ، وارشدني وإيّاكم لما فيه المحبة والرضا إن شاء الله » ، ثم نزل ، فنظر الناس بعضهم إلى بعض وقالوا : نظنه يريد أن يصالح معاوية ، كفر والله الرجل ! ثمّ شدّوا على فسطاطه فانتهبوه ، وقام إليه رجل من بني أسد فطعنه بمعول ، فحمل إلى المدائن (١).

ظروف الصلح البعيدة والقريبة :

إنّ قضية صلح الإمام الحسن عليه‌السلام مع معاوية ليست قضية زمنية حدثت في حقبة زمنية معينة ، بل هي قضية تفاعلت فيها ظروف الماضي مع ظروف الحاضر ، فلابدّ من الوقوف عند هذه المسألة ، لكي تكون الصورة واضحة في الاطلاع على المبررات الموضوعية للصلح ، وهي :

١ ـ ظروف الحكم الأموي :

إنّ صلح الإمام عليه‌السلام لم يكن منفصلاً عن ظروفه وأسبابه البعيدة الّتي شكّلت صراعاً داخل الجسد الإسلامي الواحد ، حيث استطاع الطلقاء أن يجدوا لهم موقعاً ومركزا حسّاساً داخل الكيان الإسلامي ، فقد كان معاوية والياً على الشام في عهد الخلفاء وكانت له صلاحيات مطلقة ، حتّى كان عمر بن الخطاب يحاسب جميع ولاته غير معاوية حيث كان يقول له : « لا آمرك ولا أنهاك » (٢). وكان يمدحه كثيراً ، وينهى عن ذمّه ويقول : « دعونا من ذمّ فتى قريش » (٣). كما حذّر أهل الشورى من الفرقة وقال : « إيّاكم والفرقة بعدي فإنْ

__________________

(١) مقاتل الطالبيين : ٦٦ ـ ٧٢ ، وشرح نهج البلاغة ١٦ : ٣٦ ـ ٤١.

(٢) الاستيعاب / ابن عبد البر ٣ : ٣٩٧ ، والعقد الفريد / ابن عبد ربِّه الأندلسي ١ : ١٥.

(٣) مختصر تاريخ دمشق ٢٥ : ١٨.