قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الإمام الحسن السّبط عليه السلام سيرة وتاريخ

الإمام الحسن السّبط عليه السلام سيرة وتاريخالإمام الحسن السّبط عليه السلام سيرة وتاريخ

الإمام الحسن السّبط عليه السلام سيرة وتاريخ

تحمیل

الإمام الحسن السّبط عليه السلام سيرة وتاريخ

33/111
*

 « أمسيت يا ابن أبي طالب مولى كلّ مؤمن ومؤمنة » (١).

ومن جهة أخرى فأنّ الإمام الحسن عليه‌السلام علم كيف تمت البيعة لأبي بكر ، وكيف تغيّب جميع الصحابة عن السقيفة وخصوصاً الزعماء الكبار منهم وعلى رأسهم أقرباء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولم تكن شورى بل كانت مغالبة وصراع وتهديد بالقتل ، وإنّ الاحتجاج بالقرابة لا يجدي نفعا وعلي عليه‌السلام هو أقرب الناس إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله. وقد اعترف أبو بكر بفقدان الشورى بالقول : « إنّ بيعتي كانت فلتة وقى الله شرّها » (٢). وقال عمر بعد حين : « لا يغرّن امرؤ أن يقول : إنّ بيعة أبي بكر كان فلتة فتمّت ، وإنّها قد كانت كذلك إلاّ أنّ الله قد وقى شرّها » (٣).

فلا غرو إذن فيما لو وقف السبط بوجه رأس السلطة قائلاً : « إنزل عن مجلس أبي » ، وبمعنى آخر إنزل أو تنحّى عن منصب الخلافة والإمرة ومنصب القيادة والإفتاء والتوجيه والإرشاد ، لأنّه من مختصّات أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، وبهذه العبارة الموجزة بيّن الإمام الحسن عليه‌السلام نظرية النصّ والتعيين لا نظرية الاختيار ، وبيّن أفضلية أبيه عليه‌السلام وأحقيّته بالخلافة من أبي بكر ، وبهذا سلب شرعية السلطة الحاكمة والممارسات الصادرة عنها.

الإمام الحسن عليه‌السلام وفدك :

عن أبي سعيد الخدري ، قال : « لمّا نزلت : ( وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ ) (٤) ، أعطى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فاطمة فدكاً » (٥). وفدك هي أرض عائدة لفاطمة الزهراء عليها‌السلام إمّا بالنحلة أو بالميراث ، إلاّ أنّ الحاكم وهو أبو بكر قد صادر هذه الأرض وانتزعها

__________________

(١) الصواعق المحرقة : ٦٧.

(٢) شرح نهج البلاغة ٦ : ٢١.

(٣) مسند أحمد بن حنبل ١ : ٩٠.

(٤) سورة الإسراء : ١٧/٢٦.

(٥) شواهد التنزيل ١ : ٣٣٩ ، مجمع الزوائد ٧ : ٤٩.