قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

التكافل الإجتماعي في مدرسة أهل البيت عليهم السلام

التكافل الإجتماعي في مدرسة أهل البيت عليهم السلام

التكافل الإجتماعي في مدرسة أهل البيت عليهم السلام

تحمیل

التكافل الإجتماعي في مدرسة أهل البيت عليهم السلام

98/114
*

فهذا التوجه ينسجم مع اهتمام الإسلام بالأرحام ، ودعوته لتمتين عوامل اللحمة معهم ، وخطب ودهم. قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « لا صدقة وذو رحم محتاج » (١).

والإمام الصادق عليه‌السلام بدوره عمق هذا الاتجاه الذي يُفضّل القريب بالتكافل ، فقد سُئل عليه‌السلام عن الصدقة على من يسأل على الأبواب ، أو يمسك ذلك عنهم ويعطيه ذوي قرابته ؟ فقال : « لا ، بل يبعث بها إلى من بينه وبينه قرابة ، فهو أعظم للأجر » (٢).

وانطلاقاً من حرص الإسلام على كرامة الإنسان ، وحرصه على أن لا يكون عالة على غيره ، بل يكون إنساناً عاملاً يعيش من عرق جبينه ، وكدّ يمينه ، فقد حرم أخذ الصدقة على المسلم ، وأباح له ذلك عند الضرورة. وبذلك سد الأبواب على بعض الأفراد الذين يعيشون على هامش الحياة ، ويلقون عبء معاشهم على غارب الصدقة.

والضابط في ذلك أنّ من يمكنه الاستغناء عنها لا تحل له ، سواء كان بمال أو صناعة أو حرفة بشرط أن يكون التكسب لائقا بحاله ومروءته (٣).

وهناك جملة شروط ومعايير وضعها الإسلام لتمييز مستحقي الزكاة عن غيرهم ، فعن عبدالرَّحمن العرزميّ ، عن أبي عبداللّه عليه‌السلام قال : « جاء رجل إلى الحسن والحسين عليهما‌السلام وهما جالسان على الصفا فسألهما فقالا : إن

________________

(١) من لا يحضره الفقيه ٢ : ٦٨ / ١٧٤٠.

(٢) ثواب الأعمال : ١٤٢.

(٣) المهذب البارع / ابن فهد الحلي ١ : ٥٣٠ ، جماعة المدرسين ، قم ١٤٠٧ ه‍.