يريد الإسلام من المسلم أن ينطلق في جميع الآفاق التكافلية ، فلا يقتصر على تأمين الماء والطعام والكساء للفقراء ، بل عليه أن يوسع أفق التكافل ليشمل المأوى أو المسكن ، وهو حاجة ماسة تزداد أهميتها مع تعقد الحياة ونشوء المدن الكبرى. وقد استشرف الإسلام أفق الغيب ، وأدرك أن الإنسان قد يواجه أزمة السكن في يوم ما. وهو ما حصل بالفعل ، فحالياً تعاني المدن الإسلامية الكبرى من أزمة خانقة في السكن ، فمن الضرورة بمكان أن نشيع روح التعاون للتقليل من مضاعفات هذه الأزمة.
وقد وردت في الروايات تحذيرات لكل من يقصّر في هذا المجال ، عن الإمام الصادق عليهالسلام « من كان له دار واحتاج مؤمن إلى سكناها فمنعه إيّاها قال الله عزّ وجلّ : ملائكتي ، عبدي بخل على عبدي بسكنى الدنيا ، وعزّتي لا يسكن جناني أبداً » (١).
ومما يؤسف له أن هناك قصوراً أو تقصيراً في مسألة توفير المأوى أو المسكن للمحتاجين ، سيّما مَن يريد الدخول في عش الزَّوجية ، ليصون نفسه ويقيها من الوقوع في مهاوي الفساد وليستن بسنّة رسول الله صلىاللهعليهوآله الداعية إلى النكاح والزواج وتأسيس الأسرة.
وتزداد الحاجة أيضاً لبناء أماكن إيواء واستراحة للمسافرين ، والبعض قد يجهل ثواب التكافل في هذا المجال ، أو يرى فيه جهدا ضائعاً من قبيل الحرث في البحر ، ولكن الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآله يرشدنا إلى الثواب الكبير لمن
________________
(١) ثواب الأعمال : ٢٤١ ، المحاسن ١ : ١٠١ / ٣٦.