المُقدَّمةُ
تعتمد الرعاية الاجتماعية في الإسلام على مبدأ التكافل الذي يبيّن من تقع عليه مسؤولية رعاية المحتاج ومن هنا صارت كفالة المحتاج على أفراد أسرته مسؤولية مقررة سواء أكان طفلاً أو أرملة أو مطلقة أو عاجزاً عن الكسب ، فإذا عجزت الأسرة عن هذه الكفالة ، انتقلت المسؤولية إلى المجتمع ، كما يُشير إلى ذلك قوله تعالى : ( وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ * لِلسَّائِلِ وَالمَحْرُومِ ) (١) ، فهذا الخطاب يوضح بأجلى المعاني مسؤولية القادرين وهم الأغنياء تجاه السائل والمحروم ، إذ لهما في أموالهم حقّ معلوم ، وبتعبير معاصر أنه نظام يعتمد على التشريع والتنفيذ في تحديد هذا الحق المعلوم.
والملاحظ أن التكافل الاجتماعي في الإسلام يرتكز على شقين أساسيين :
أولهما : قائم على التراحم ، وهو غالبا ما يتصل برعاية الأسرة لذوي قرباها ، حيث اعتمد الإسلام في ذلك على الصّلة الطبيعية التي تدفع أفراد الأسرة إلى رعاية شئون الأبناء والاقارب وخصوصا اليتامى والأرامل منهم ، وهي رعاية أدبية في المقام الأول ، ويمتد تأثيرها إلى المجتمع كله.
________________
(١) سورة المعارج : ٧٠ / ٢٤ و ٢٥.