او شج به الارحام
والزمها الأنام ، فقال عزّ من قائل : ( وَهُوَ الَّذِي
خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكانَ رَبُّكَ
قَدِيراً ) وأمر الله يجري الى قضائه ، وقضاؤه يجري إلى قدره ، ولكل
قضاء قدر ، ولكل قدر أجل ، ولكل أجل كتاب ( يَمْحُوا اللهُ ما
يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ ) ثم ان الله عز
وجل أمرني أن ازوج فاطمة من علي ، وأشهدكم أني زوجت فاطمة من علي على اربعمائة
مثقال فضة إن رضي بذلك على السنة القائمة والفريضة الواجبة ، فجمع الله شملهما ،
وبارك لهما ، وأطاب نسلهما وجعل نسلهما مفاتيح الرحمة ومعادن الحكمة ، وأمن الأمة
اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم .. »
ولم يكن الامام
حاضرا مجلس العقد ، وإنما كان في حاجة لرسول الله (ص) وحينما انتهت خطبة العقد دخل
امير المؤمنين على النبي (ص) فلما رآه تبسم وقال له :
« يا علي ، إن
الله أمرني أن أزوجك فاطمة ، واني قد زوجتكها على اربعمائة مثقال فضة » فقال أمير
المؤمنين : رضيت ، وخر (ع) ساجدا لله شاكرا له ، ولما رفع رأسه من السجود قال (ص)
: « بارك الله لكما وعليكما وأسعد جدكما واخرج منكما الكثير الطيب »
وأمر الرسول (ص)
أن يقدم للمدعوين وعاء فيه بسر ، وقال لهم : « انتهبوا فتخاطف المدعوون منه وبعد الفراغ
تفرقوا وهم يدعون للزوجين بالسعادة والهناء والذرية الطاهرة.
__________________