وسريرا مشروطا (١) ورحيين وسقاء وجرتين (٢) وغير ذلك مما هو زهيد في بادئ الرأي ولكنه في نظر الاسلام أثمن من الجوهر واعلى من الأمتعة الثمينة التي توجد عند الملوك وذوي الثراء العريض ، وقد استنتج المستشرق الانگليزي « لامنس » من هذا الجهاز المقدس نتيجة معكوسة يقول :
« وبالاحرى أن هذا الجهاز الذي أمر به محمد (ص) دليل على الكراهية التي في نفس محمد (ص) لابنته فاطمة ولزوجها وكانت كراهيته له لا تقل عنها » (٣)
ولحقد « لامنس » على الاسلام وجهله بحكم تشاريعه استنتج ذلك فقد اعتقد أن مظاهر الحب من الوالد تجاه ولده تتجلى فيما اذا اكثر له من ملاذ الحياة ونعيمها ومباهجها ، ولم يعلم أن مقام الرسول (ص) اسمى من أن يخضع لعاطفة الحب التي تجر إلى زخارف الحياة ، فانه في عمله هذا كان في مقام التشريع والتأسيس لأهم نقطة حيوية في الاسلام تبتنى عليها سعادة المسلمين وهي تسهيل الزواج وعدم تعقيده بزيادة المهر ، فان المهر الذي ارتضاه لابنته ، وهذا الجهاز الزهيد الذي هيأه لها مع أنها أعز ابنائه وبناته انما هو سنة من نظامه الرفيع الخالد الذي كره المغالاة في المهر فان
__________________
(١) مشروطا : اي مشدودا بشريط ، وهو خوص مفتول ـ يشرط ، اي : يشد ويربط به السرير والرواية ذكرها ابو نعيم فى حلية الاولياء ٣ / ٣٢٩ رواها بسنده عن عكرمة.
(٢) مسند احمد بن حنبل ١ / ١٠٤ ، كنز العمال ٧ / ١١٣ ، وجاء فى مستدرك الحاكم ٢ / ١٨٥ قال جهز رسول الله (ص) : فاطمة فى خميل وقربة ووسادة حشوها ليف ، وجاء في ذخائر العقبى ص ٣٥ ان عليا (ع) قال : لقد تزوجت فاطمة ومالي ولها فراش غير جلد كبش ننام عليه بالليل ونعلف عليه الناضح بالنهار.
(٣) فاطمة وبنات محمد.