وقد ذكر هذه الشروط والاوصاف كل من الماوردي وابن خلدون (١)
٧ ـ العصمة ، وعرفها المتكلمون : بأنها لطف من الله يفيضها على اكمل عباده وبها يمتنع من ارتكاب الجرائم والموبقات عمدا وسهوا ، وقد أجمعت الشيعة على اعتبارها في الامام ، ويدل عليها حديث الثقلين ، فقد قرن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم بين الكتاب والعترة وكما ان الكتاب معصوم من الخطأ والزلل فكذلك العترة الطاهرة وإلا لما صحت المقارنة والمساواة بينهما وقد تقدم الكلام في بيان ذلك.
وهذه الاوصاف لم تتوفر إلا في أئمة أهل البيت حضنة الاسلام وحماته ، والادلاء على مرضاة الله وطاعته ، وقد وصفهم الكميت شاعر العقيدة الاسلامية بقوله :
القريبين من ندى
والبعيدين |
|
من الجور في عرى
الاحكام |
والمصيبين ما
أخطأ النا |
|
س ومرسي قواعد
الاسلام |
والحماة الكفاة
في الحرب إن لف |
|
ضرام وقوده بضرام |
والغيوث الذين
ان أمحل النا |
|
س فمأوى حواضن
الايتام |
راجحي الوزن
كاملي العدل في ال |
|
سيرة طبين
بالامور الجسام |
ساسة لا كمن يرى
رعية النا |
|
س سواء ورعية
الاغنام (٢) |
إن أئمة أهل البيت سلام الله عليهم قد دللوا بسيرتهم وهديهم على عصمتهم من الخطأ والزيغ ، وقد برهنت الحوادث والوقائع على ذلك ، ودلت على أنهم نسخة لا مثيل لها فى تأريخ الانسانية وذلك لما لهم من عظيم الفضل والتقوى والحراجة في الدين.
__________________
(١) الاحكام السلطانية صفحة ٤ المقدمة ص ١٣٥
(٢) الهاشميات