واندفع سلمان الفارسي ابن الاسلام البار ، ومنبع التقوى والصلاح ، الى الانكار على القوم والاحتجاج عليهم فقد راح يتكلم مع أبي بكر قائلا له :
« يا أبا بكر .. الى من تسند أمرك إذا نزل بك ما لا تعرفه؟! وإلى من تفزع اذا سئلت عما لا تعلمه؟ وما عذرك في تقدم من هو اعلم منك ، واقرب الى رسول الله ، واعلم بتأويل كتاب الله عز وجل ، وسنة نبيه ، ومن قدمه النبي في حياته ، واوصاكم به عند وفاته ، فنبذتم قوله ، وتناسيتم وصيته ، واخلفتم الوعد ، ونقضتم العهد ، وحللتم العقد ، الذي كان عقده عليكم ، من النفوذ تحت راية أسامة بن زيد! » (١)
وانطلق الطيب ابن الطيب عمار بن ياسر الى محاججة القوم فقال لهم :
« يا معاشر قريش .. ويا معاشر المسلمين ، إن كنتم علمتم وإلا فاعلموا أن أهل بيت نبيكم اولى به واحق بارثه ، وأقوم بامور الدين ، وآمن على المؤمنين ، واحفظ لملته ، وانصح لأمته فمروا صاحبكم فليرد الحق الى أهله قبل أن يضطرب حبلكم ، ويضعف أمركم ، ويظهر شقاقكم ، وتعظم الفتنة بكم ، وتختلفون فيما بينكم ، ويطمع فيكم عدوكم ، فقد علمتم أن بني هاشم أولى بهذا الامر منكم ، وعلي أقرب منكم الى نبيكم ، وهو من بينهم وليكم بعهد الله ورسوله ، وفرق ظاهر قد عرفتموه في حال بعد حال عند سد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أبوابكم التي كانت الى المسجد كلها غير بابه ، وايثاره اياه بكريمته فاطمة ، دون ساير من خطبها إليه منكم ، وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : انا مدينة العلم ، وعلى بابها ، ومن
__________________
(١) احتجاج الطبرسي ص ٤٢ ـ ٤٣