وقد تحققت هذه
النتائج الخطيرة على مسرح الحياة حينما استولى الأمويون على زمام الحكم ، فقد حكم
معاوية رقاب المسلمين وولى عليهم جلاوزته الجلادين امثال سمرة بن جندب ، وبسر بن
ارطاة ، وزياد بن أبيه ، فامعنوا فى ارهاق المسلمين والتنكيل بهم ، واذاعوا الخوف
بين المسلمين ، وفي عهد زياد كان الناس يقولون : « انج سعد فقد هلك سعيد » وتولى
من بعده يزيد فاستعمل على المسلمين ابن مرجانة ففعل الأفاعيل المنكرة التي سود بها
وجه التاريخ ، وهكذا اخذت الخلافة الاسلامية تنتقل من ظالم الى ظالم ، ومن جائر
الى جائر حتى ضجت البلاد من الظلم والجور والاستبداد.
ولهذه الاسباب
الوثيقة التي بينتها فى خطابها ناهضت الحكم القائم ، وناجزته بجميع امكانياتها ،
وطالبت المسلمين بالقيام لقلب الحكم ، ودعتهم الى الثورة لاستنقاذ الحق الغصيب فقد
طاف بها زوجها المظلوم اربعين يوما على بيوت المهاجرين والانصار تسألهم النجدة
والنصرة فكانوا يقولون لها :
« يا بنت رسول
الله .. قد مضت بيعتنا لهذا الرجل »
فتجيبهم مستنكرة
« افتدعون تراث
رسول الله يخرج من داره الى غير داره؟ »
واخذوا يعتذرون
لها قائلين :
« يا بنت رسول
الله ... لو أن زوجك سبق إلينا قبل أبي بكر لما عدلنا به »
ويجيبهم أمير
المؤمنين
« أفكنت أدع رسول
الله فى بيته لم ادفنه ، ثم أخرج انازع الناس سلطانه؟ »