عاماً . يلاحظ المرضى أن الطعام الساخن يهيج الاحمرار ، وکذلک المشروبات الکحولية ، والحرارة العالية (في الورشات التي تتطلب وجود حرارة عالية ، وفي المنزل خلف البوتوغاز ، وفي الحمام ، وتحت أشعة الشمس) ، والانفعالات العاطفية ، أي کل العوامل التي تؤدي إلى توسع الأوعية الدموية .
يميل الاحمرار مع الزمن إلى الزرقة ، ويصبح أکثر انتشاراً وثباتاً ، وتظهر على هذا الأساس ، بشکل أو بآخر ، أوعية دموية دقيقة متوسعة ، غير قابلة للانعکاس ثانية .
تظهر عند الکثير من المرضى على الوجه الأحمر علامات بقع حمراء غامقة ، لا تلبث أن تميل إلى الزرقة ، وتتقيح ، ثم تلحم دون أن تترک أثراً ؛ سميت هذه البقع بالبثور الوردية ، تختلف هذه البثور عن البثور المبتذلة باللون وبغياب الرؤوس السوداء .
يدوم هذا المرض طويلاً ، خلال العديد من السنين ، ويعتبر نقصاً جدياً من الناحية التجميلية ، ويؤثر على نفسية المرضى تأثيراً سلبياً ، ويؤدي عند بعض الناس إلى ازدياد حجم الأنف ، کما أنه أحياناً ـ وخصوصاً في الربيع ـ يتطور المرض ليصيب العينين .
لا يترافق هذا المرض مع آلام ذاتية مميزة ، وإنما ترتفع درجة الحرارة بشکل دوري ويظهر بعض التوتر فقط .
إن علاج البثور الوردية ليس بالمهمة السهلة ، فنحن حتى الآن لا نعرف جيداً أسباب وکيفية تطور هذا المرض ، والعوامل التي لها تأثير واضح عليه ، ومن هنا نجد أنه لا بد من زيارة الطبيب المختص بالأمراض الجلدية ، يصف الأطباء الأخصائيون عادة علاجاً متکاملاً ، ويحددون أنواع التحاليل المخبرية الضرورية ، بما فيها الخاصة ، في الوقاع نجد أحياناً عند بعض المرضى في مناطق الطفح أنواعاً خاصة من الطفيليات ـ الحمکات (الأکاروس) ، التي لا تعتبر مصدراً من مصادر المرض ، وإنما تطيل مدته ، في هذه الحالة لا بد من القيام بعلاج إضافي .
إذا أخذنا بعين الاعتبار المدة الطويلة للمرض ، فإننا ننصح بتنفيذ نصائح الأطباء بتناول بعض الأدوية النباتية المحضرة منزلياً ؛ إذ تساعد هذه الأدوية على بلوغ نتائج أفضل شرط مراعاة المريض لنظام معين ، فقبل کل شيء لا بد من اتخاذ جانب من الحذر من العوامل التي تؤدي إلى دفع الدم إلى بشرة الوجه ؛ مثل المکوث الطويل في مکان حار ، أو خلف البوتوغاز ، أو في الحمام ، أو تحت الشمس ، وکذلک في البرد القارس ، کما أنه لا بد من تجنب المعاملات الحرارية لبشرة الوجه ، والمساج ، وبسط البشرة بمنشفة موبرة ، کما لا يجوز تناول الأطعمة الساخنة جداً ، والمأکولات الحادة ، والقهوة ، والشوکولا ، والمشروبات الکحولية .
ويجب الانتباه أيضاً إلى ضرورة تعديل
عمل القناة المعدية المعوية ، وتجنب الإمساکات .