الجنين من رحم أمه عن طريق المهبل ، وجروح بطانة الرحم بعد اقتلاع المشيمة عن جدرانه . کل هذا ، بالإضافة إلى توسع الأقنية التي خرج من خلالها الجنين ، وأبصر النور ، والتي لم تتقلص بعد إلى حدودها الطبيعية ، إن هذه الظروف المذکورة أعلاه ، والتي تنشأ عند کل امرأة وضعت طفلاً ـ مهما کانت ولادتها سهلة ـ تهيىء الجو والمناخ الملائمين لانتشار الجراثيم وتکاثرها ، محدثة التهابات حادة في المهبل والرحم ، وعنقه ، امتداداً إلى الأنابيب والمبيضين .
إن معرفة هذه الظروف الجديدة يجب أن تدفع المرأة إلى الاغتسال يومياً مرة واحدة بالمطهرات ، قاطعة الطريق على دخول الجراثيم من الخارج إلى داخل الأعضاء التناسلية ، کذلک . . على المرأة أن تغيِّر بانتظام الضمّادات القماشية (الحافضات) حول منطقة الأعضاء التناسلية ؛ لأن بقاء الضمادة لفترة طويلة خاصة إذا کانت مبللة بالدم ، يخلق جواً ملائماً لتکاثر الجراثيم ، خاصة إذا بدأت عملية التخمير في الدم على الضمّادة .
ويمضي جدار الرحم في تصحيح ذاته ، فينبذ فلذات مختلفة من البطانة والخلايا المنحلة والدم والمواد المخاطية ، ويبدأ هذا الإفراز کسائل کثيف أحمر ، وينقلب في نهاية الأسبوع الثالث أو الرابع إلى سائل بلا لون .
ويجب على أنفسنا مراقبة درجة الحرارة ؛ فإذا ارتفعت درجة الحرارة ـ لا قدَّر الله ـ وفقد السائل النفاسي رائحته النتنة . . کان على النفساء أن تستدعي الطبيب فوراً ؛ فهذه الحالة تدعي « حمّى النفاس » ، وتعتبر من الإصابات الخطرة ، ولکن علاجها أصبح ميسوراً في ظل وجود عديد من المضادات الحيوية المناسبة التي يصفها لک الطبيب .
وإذا سارت الأمور سيرها . . الطبيعي استطاعت النفساء أن تغادر سريرها في اليوم الرابع أو الخامس ، وأن تستأنف أعمالها المنزلية في اليوم الثامن .
ويلاحظ أن مغادرة النفساء لفراشها مبکراً تساعد على رجوع الرحم إلى حجمه الطبيعي .
وينصح للنفساء أن تستحم بالدوش ، بعد مضي أربعة عشر يوماً من الولادة . ولکن لا يجوز لها الجلوس في « البانيو » قبل انقضاء ستة أسابيع ، لکي لا تفتح مجالاً لدخول الماء من المهبل إلى داخل الرحم وتعريضه للإصابة والالتهابات .
أما عن الجماع . . فنقول : إنه من الأفضل عدم استئنافه قبل انقضاء ستة أسابيع ، وهي التي تعتبر فترة الاستجمام للنفساء ، ولکن من الممکن استئناف الجماع باعتدال بعد اليوم الرابع عشر من الولادة .
تسترخي العضلات بعد الولادة ، وتتلهف
المرأة إلى استئناف نشاطها الرياضي ، أو تمريناتها لتستعيد رشاقتها وليونتها . ومرة أخرى . . يجدر بالمرأة أن تراجع طبيبها
فيما