عن خراش ، عن بعض أصحابنا ، مقطوعي الإسناد.
أقول : وقد روى جدي الطوسي ـ قدس الله روحه ـ في تحري القبلة عند الاشتباه ، ماهو أرجح من هذين الحديثين ، وعسى أن يكون له عذر في ترجيح حديث الأربع جهات مع ضعفه وانقطاع سنده ، وظهور قوة أخبار القرعة ، من عدة جهات ، ونحن عاملون بما عرفناه ، وما نكلف أحدا أن يقلدنا ، وربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلاً.
فمن ذلك ما رويناه بإسنادنا إلى الثقة الصالح علي بن إبراهيم بن هاشم القمي رضياللهعنه في كتابه (كتاب المبعث) من نسخة تاريخها سنة أربعمائة من الهجرة النبوية ، فيما ذكره في سرية عبدالله بن عتيك ، وقد نفذهم النبي ـ صلوات الله عليه وآله ـ لقتل أبي رافع ، فقال في حديثه ما هذا لفظه : وكانوا قبل أن يدخلوا قد تشاوروا فيمن يقتله ، ومن يقوم على أهل الدار بالسيف ، فوقعت القرعة على عبدالله بن أنيس.
أقول : فهذا ما أردنا ذكره من الحديث ، قد تضمن عملهم على القرعة في حياة النبي ـ صلوات الله عليه واله ـ في مثل هذا المهم العظيم ، فلولا علمهم أن القرعة من شريعته ، وأنها تدل على المراد بها على حقيقته ، كيف كانوا يعتمدون عليها ، ويخاطرون بنفوسهم في الرجوع إليها؟
ومن الأحاديث في العمل بالقرعة ، ما رويناه بعدة طرق إلى الحسن بن محبوب ، من كتاب (المشيخة) من مسند جميل ، عن منصور بن حازم قال : سمعت أبا عبدالله عليهالسلام يقول ـ وسأله بعض أصحابنا عن مسألة ـ فقال : «هذه تخرج في القرعة ـ ثم قال ـ وأي قضية أعدل من القرعة! إذا فوض الأمر إلى الله ـ عز وجل ـ اليس الله عز وجل يقول ( فساهم فكان من المدحضين ) (١)».
ومن الأحاديث في العمل بالقرعة ، ما رويته بعدة طرق أيضا إلى جدي أبي جعفر الطوسي ، فيما ذكره في كتاب (النهاية) فقال : روي عن أبي الحسن موسى عليهالسلام ، وعن غيره من ابائه و (ابنائه ـ صلوات الله عليهم ـ من قولهم) (٢) : «كل
__________________
(١) الصافات ٣٧ : ١٤١.
(٢) في «ش» : من مسند جميل عن منصور بن حازم قال : سمعت أبا عبدالله عليهالسلام يقول : .....