في المراد ، وليس الأمر كذلك ، فإنه يمكن أن يكون تعيين هذه الأيام للاختيار في الأسفار ، إذا لم تصادف أيام النهي في الشهر عنها. ويحتمل أن يكون اختيار هذه الأيام من الأسبوع يدفع النحوس المذكورة في أيام الشهور.
وأن شك في أنه هل يعمل بالرواية في الأيام المختارة من الاسبوع ، أوبما تضمنته الرواية باختيار أيام الشهرعند اشتباهها؟ فيعتبر ذلك بالاستخارة ، وإن ضاق وقته عن الاستخارة فيستعلم ذلك بالقرعة ، فإنها طريق إلى كشف ما يشكل من ذلك إن شاء الله تعالى.
الفصل الثالث : فيما نذكره من نيتنا إذا أردنا التوجه في الأسفار.
إعلم : أننا نحكي للناظر في كتابنا مايتهيأ ذكره مما يعتمد عليه ، فإن ارتضاه عمل عليه ، وإن لم يرتضه فقد صارت الحجة عليه ، فنحن نقصد بالسفر أننا نتوجه من الله جل جلاله بالله جل جلاله إلى الله جل جلاله لله جل جلاله.
ونقصد بتفسيرهذه النية ، أن يكون توجهنا من بين يدي الله ـ جل جلاله ـ ذاكرين أننا في مقدس حضرته ، وفي ملكته ، ومن رعايا مملكته؟ ونقصد بقولنا أونيتنا بالله ـ جل جلاله ـ أي بحوله وقوته ، ومواد رحمته ونعمته ، ومن حفظه وحراسته وحمايته وخفارته؛ ونقصد بنيتنا إلى الله ـ جل جلاله ـ أننا متبعون في السفر لمقدس إرادته ، وسائرون إلى مراده ـ جل جلاله ـ من عبادته ، فنحن في المعنى مسافرون منه إليه؛ ونقصد بنيتنا أو قولنا لله ـ جل جلاله ـ أن سفرنا خالصاً من ممازجة الطبع وكل ما يخرجنا عن حفظ حرمته ، وشكر نعمته ، وتذكارنا أننا في حضرته.
الفصل الرابع : فيما نذكره من الوصية المأمور بها عندالأسفار ، والاستظهاربمقتضى الأخبار والاعتبار.
إعلم : أن العقل والنقل قضى أن كل من لايعلم متى يموت ، وهل يموت فجأة أو بأمراض متطاولة ، فإنه تقتضي صفاته الكاملة أو الفاضلة أن يمتثل الأوامر النبوية في الاهتمام بالوصية ، وأن لا يبيت ليلة واحدة ـ في حضر ولا سفر ـ إلا ووصيته بمهماته في حياته وبعد مماته مكتوبة ، أو معروفة على أحسن القواعد المرضية.
وتتأكد الوصايا في الأسفار ، لأجل أنه لايؤمن بالسفر تجدد الأخطار ، ويكون