وقال شيخ الطائفة : من جملة متكلّمي الإماميّة ، انتهت إليه رئاسة الإماميّة في وقته ، وكان مقدّماً في العلم وصناعة الكلام ، وكان فقيهاً متقدّماً فيه ، حسن الخاطر ، دقيق الفطنة ، حاضر الجواب . (١)
وقال العلّامة الحلّيّ : من أجلّ مشائخ الشيعة ورئيسهم واُستادهم ؛ وكلُّ من تأخّر عنه استفاد منه ، وفضله أشهر من أن يوصف في الفقه والكلام والرواية أوثق أهل زمانه وأعلمهم . (٢)
وقال بحر العلوم في فوائده الرجاليّة : شيخ مشائخ الأجلّة ، ورئيس رؤساء الملّة ، فاتح أبواب التحقيق بنصب الأدلّة ، والكاسر بشقاشق بيانه الرشيق حجج الفرق المضلّة ، اجتمعت فيه خلال الفضل ، وانتهت إليه رئاسة الكلّ ، واتّفق الجميع على علمه وفضله وفقهه وعدالته وثقته وجلالته ، وكان رضي الله عنه كثير المحاسن ، جمّ المناقب ، حديد الخاطر ، دقيق الفطنة ، حاضر الجواب ، واسع الرواية ، خبيراً بالرجال والأخبار والأشعار وكان أوثق أهل زمانه في الحديث وأعرفهم بالفقه والكلام ، وكلّ من تأخّر عنه استفاد منه . (٣)
إلى غير ذلك من الجملات الذهبيّة الّتي توجد في التراجم والمعاجم يقف عليها الباحث ، وكلّها دون تحديد حقيقة نفسيّاته ، واستكناه ما له من الأشواط البعيدة في العلم والعمل وترويج المذهب ؛ وحسبه دلالةً على العظمة والجلالة والثقة ما ورد من التوقيعات من وليّ العصر عليهالسلام في حقّه ، ففي أحدها :
أمّا بعد : سلام عليك أيّها الوليّ [ المولى ] المخلص في الدين المخصوص فينا باليقين . . . . أدام الله توفيقك لنصرة الحقّ ، وأجزل مثوبتك على نطقك عنّا بالصدق . . . .
وفي ثانيها : هذا كتابنا إليك أيّها الأخ الوليُّ المخلص في ودِّنا ، الصفيّ الناصر لنا الوليّ ، حرسك الله بعينه الّتي لا تنام . . .
________________________
(١) الفهرست ص ١٥٨ .
(٢) ثم وصفه بما سمعت من شيخ الطائفة ؛ راجع القسم الاول من الخلاصة ص ٧٢ .
(٣) راجع خاتمة المستدرك ص ٥١٨ .