وكان شيخاً ربعةً نحيفاً أسمر ، عاش ستّاً وسبعين سنة ، وله أكثر من مأتي مصنّف ، وكان يوم وفاته مشهورة ، وشيّعه ثمانون ألفاً من الرافضة والشيعة ، وأراح الله منه ، وكان موته في رمضان .
وقال ابن كثير الشاميّ في تاريخه : شيخ الروافض والمصنّف لهم والحامي عنهم ، كانت ملوك الأطراف تعتقد به لكثرة الميل إلى الشيعة في ذلك الزمان ، وكان يحضر مجلسه خلق عظيم من جميع طوائف العلماء . (١)
وقال ابن النديم : في عصرنا انتهت رئاسة متكلّمي الشيعة إليه ، مقدّم في صناعة الكلام والفقه والآثار على مذهب أصحابه ، دقيق الفطنة ، ماضي الخاطر ، شاهدته فرأيته بارعاً . (٢)
قال الذهبيّ : كانت له جلالة عظيمة وتقدّم في العلم مع خشوع وتعبّد وتألّه .
وعن شذرات الذهب لابن العماد أنّه قال : عالم الشيعة وإمام الرافضة ولسان الإماميّة رئيس الكلام والفقه والجدل صاحب التصانيف الكثيرة .
وعن الامتاع والمؤانسة للتوحيديّ : كان ابن المعلّم حسن اللّسان والجدل ، صبوراً على الخصم ، ضنين السرّ ، جميل العلانية . (٣)
قال ابن حجر : عالم الرافضة صاحب التصانيف البديعة ، وهي مائتا تصنيف ، طعن فيها على السلف ، له صولة عظيمة بسبب عضد الدولة ، شيّعه ثمانون ألفاً رافضيّ ، مات سنة ٤١٣ وكان كثير التقشّف والتخشّع والإكباب على العلم ، تخرّج به جماعة وبرع في المقالة الإماميّة حتّى يقال : له على كلّ إمام منّة ؛ وكان أبوه معلّماً بواسط وولد بها وقتل بعكبراء ، ويقال : إنَّ عضد الدولة كان يزوره في داره ويعوده إذا مرض ، وقال الشريف أبو يعلى الجعفريّ ـ وكان تزوّج بنت المفيد ـ : ما كان ينام من اللّيل إلّا هجعةً ، ثمَّ يقوم يصلّي أو يطالع أو يدرس أو يتلو القرآن . (٤)
وقال النجاشيّ : شيخنا وأُستادنا رضي الله عنه أشهر من أن يوصف في الفقه و الكلام والرواية والثقة والعلم . (٥)
________________________
(١) راجع خاتمه المستدرك ص ٥١٧ . |
(٢) فهرست ابن النديم ص ٢٥٢ و ٢٧٩ . |
(٣) ترجمته قبل أماليه المطبوع . |
(٤) لسان الميزان ج ٥ ص ٣٦٨ . |
(٥) رجال النجاشي ص ٢٨٤ .