بغدادَ يُنسبُ إِليها جماعةٌ ، وإِلى جانِبِها محلّةٌ أُخرى يُقالُ لَهَا : قَرَاحُ ظَفَرَ ، والقَرَاحُ ـ كسَحَابٍ ـ باصطِلاحِ البَغدادِيِّينَ : البُستانُ.
وبَنُو ظَفَرٍ ، كسبَبٍ : بطنٌ من الأَنصارِ ، وبَطْنٌ من بَني سُلَيمٍ ، وبَطنٌ من حِمْيَر ، والنِّسبةُ إلى الكُلِ ظَفَرِيٌ ؛ على القياسِ.
وسَمَّوا : ظَافِراً ، وظَفَراً كسَبَبٍ ، وظَفِيراً كأَمِيرٍ ، ومُظَفَّراً كمُعَظَّمٍ ، ومِظْفَاراً كمِطْعَامٍ.
الكتاب
( وَعَلَى الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ ) (١) قيلَ : هو كُلُّ ذي مِخلَبٍ من الطَّيرِ وكُلُّ ذي حَافرٍ من الدَّوابِّ ؛ على الاستِعَارَةِ. وقيل : ما يَصْطَادُ بظُفْرِهِ من الطَّيرِ وبِمِخْلَبِهِ من السِّباعِ والكِلابِ والسَّنانيرِ. وقيلَ : كُلُّ مَا ليسَ بمُنْفَرِجِ الأَصابعِ كالإِبلِ والنَّعامِ والإِوَزِّ والبَطِّ ، وقَولُ الفِيروزآباديِّ : من الإِبلِ والأَنعامِ ، غلطٌ ، وصَوَابُهُ النَّعَام.
الأثر
( كَانَ لِبَاسُهُمَا الظُّفُرَ ) (٢) أَي لِباسُ آدمَ وحَوَّاءَ عليهماالسلام في الجنَّةِ قبلَ أَن يَطْعَمَا الشَّجَرةَ شِبهَ الظُّفُرِ وعلى خِلْقَتِهِ مِنَ البَياضِ والصَّفاء والكَثَافَةِ ، وعن سَعيدِ بنِ جُبَيرٍ : كانَ لِبَاسُهُما من جِنْسِ الأَظفَارِ (٣).
( فِيهَا تَظْفِيرٌ ) (٤) تحزيزٌ وطرائقُ ؛ شبَّهَ ذلكَ بَغْرزِ الظُّفْرِ فِيهَا ؛ من ظَفَّرَ في التُّفَّاحةِ ونَحوِها تَظْفِيراً ، إذا غَرَزَ ظفرهُ فيها فأَثَّرَ.
( عِقْدٌ مِنْ جَزْعِ أَظْفَارٍ ) (٥) قيلَ : هو أَظفارُ الطِّيب ؛ كأَنَّه كان يُؤْخَذُ وَيُثْقَبُ ويُجْعَلُ قِلادةً ، والصَّواب : من جَزْعِ ظَفَارِ ـ كحَذَامِ ـ وهي المَدِينةُ المَشهُورةُ باليَمَنِ كمَا رَوَاهُ رُوَاةُ مُسلِمٍ كَافَّةً (٦).
__________________
(١) الأنعام : ١٤٦.
(٢) الكشّاف :.
(٣) تفسير ابن أبي حاتم ٥ : ١٤٥٠ / ٨٢٨٨ ، وفي النّهاية ٣ : ١٥٨ : كان لباس آدم ....
(٤) انظر الفائق ٢ : ١٣٠.
(٥) و (٦) انظر البخاري ٣ : ٢٢٧ و ٥ : ١٤٩ ، وصحيح مسلم ٤ : ٢١٣٠ / ٢٧٧٠ ومشارق الأنوار ١ : ٣٣٢ والنّهاية ٣ : ١٥٨.