الفن ، مع أنّه أسقط عن الكتاب ذكر المجاهيل ، قال : لعدم تعقّل فائدة في ذكرهم .. وكذا ذكر مؤلّفات الرواة في الأُصول والكتاب.
ثم قال : وبذلك بدا النقص في كتابه مضافاً إلى سقطاته ، ومع ذلك قال ـ في جملة كلامه ـ : لئلاّ يحتاج الناظر في هذا الكتاب إلى كتاب آخر من كتب الفن (١)!!
ثم قال : وسنشير ـ إن شاء الله تعالى ـ في بعض الفوائد الآتية إلى بعض ما ذكر في الكتب والمجاهيل من الفوائد ..
وقال المولى أبو علي الحائري في منتهى المقال (٢) : ثم إنّ علماء الفن ـ شكر الله سعيهم ـ قد اصطلحوا لمن ذكر في الرجال من غير جرح أو تعديل (مهملاً) ، ولمن لم يذكر أصلاً (مجهولاً). وقال : وربّما قيل العكس.
ثم قال : ولم نَر ثمرة في الفرق ; كان إطلاق كل على الآخر جائزاً.
هذا ; مع أنّه يمكن أن يتصوّر لدرج المجهولين من الرجال فوائد كثيرة اُخرى ، منها : أوّلا : ما تعارف عليه علماء الرجال ـ من أوّل يوم ألّفت فيه كتب الرجال إلى يومنا هذا وما بعده ـ على درج أسمائهم .. وكانت هذه سيرة مستمرّة غالباً ، كما سلف أن قلناه.
ثانياً : ربّما يظهر للناظر أمارة الوثوق بالمجهول ، فلو لم يذكر تنتفي
__________________
(١) قاله الشيخ أبو علي في منتهى المقال : ٢ [الطبعة الحجرية ، وفي المحقّقة ١/٦] ، ولم أجد هذه العبارة فيه ، وقد ذكر الأولى فقط هناك.
(٢) منتهى المقال : ٢ [الطبعة الحجرية ، وفي المحقّقة ١/٦].