بل كثيراً ما تجده يحاول توجيه خطأ الآخرين أو تبرير سهوهم ، فمثلاً يقول في ترجمة همّام بن عبدالرحمن البصري(١) : .. والظاهر أنّه نشأ من غلط نسختهما ، وعندي نسختان من الخلاصة مصحّحتان في كلتيهما : همام ـ بغير هاء في آخره ـ ..
وقال ـ أيضاً ـ في ترجمة علي بن محمّد بن فيروزان القمي(٢) : وحكى في التعليقة عن الوجيزة عدّه ممدوحاً حسناً .. ثم قال : ونسختي خالية من ذلك ، لاكني لاأثق بها في هذه الأسطر .. إلى آخره.
وغاية ما يقوله رحمه الله(٣) : وبالجملة ; فلم نفهم ـ للنظر ـ وجهاً ، وهو بما قال أدرى ..
وبعد كل هذا تراه يقول(٤) :
إنّي أرجو من المطالعين في هذا الكتاب أمرين :
أحدهما : أنّهم إذا عثروا على خطأ أو اشتباه يمرّون عليه قلم التعديل والإصلاح ، فإنّي وإن بالغت في إتقان أنقالي [كذا] وتصحيحها إلاّ أنّ البشرية لا تحظى في إبراز أثرها من السهو والاشتباه ، جلّ من لا يشتبه ولا يسهو ،
__________________
(١) تنقيح المقال ٣/٣٠٤ [الطبعة الحجرية].
(٢) تنقيح المقال ٢/٣٠٨ (من الطبعة الحجرية).
(٣) كما في ترجمة ياسر القمّي خادم الرضا عليه السلام في تنقيح المقال ٣/٣٠٧] الطبعة الحجرية [ردّاً لكلام الشيخ الصدوق رحمه الله في عيون أخبار الرضا (عليه السلام) ..
(٤) في التنبيه العاشر ممّا نبّه عليه في مدخل الكتاب ١/٣ [من الطبعة الحجرية] ، وقد سلف.