أقول : ليتّهم ما أسقطوا هؤلاء ، وقد نصّ بعض أساطين الفن(١) بلزوم الفحص عن حال هؤلاء المحكوم عليهم بالجهالة حيث لم يحكموا بها ، بل نجد كثيراً ممّن حكم عليه بالجهالة أو الإهمال خرج منها إلى دائرة الحسن والمدح بل الصحّة أحياناً ، كما هو الملاحظ في كثير ممّا استدركه الشيخ المحقّق الوالد دام ظلّه على هذه الموسوعة ، وقد أظفنا عليه أضعاف مضاعفة ، خاصّة في حرف العين وما بعده من الحروف ، الذي نسأل الله لها الاتمام والطبع والنشر.
وفيه ; ـ غير ما مرّ ـ أنّ هذا يجاب عنه نقضاً بسيرة السلف الصالح من الرجاليين بدرج المجاهيل والضعفاء في رجالهم ، وعليك بأصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم من رجال الشيخ الطوسي رحمه الله وسائر أصحاب الأ ئمّة عليهم السلام ، وكذا رجال البرقي من القدماء .. وباقي كتبهم الرجالية فهارس لمؤ لّفات الأصحاب إلاّ أنّهم مع هذا تعرّضوا لأمثال هؤلاء.
وعلى كل ; فالمجهول من الرجال قسمان :
لغوي ; وهو من ليس معروف الحال ; إمّا لعدم ذكره رأساً ، أو لعدم مدحه وقدحه في كتب الرجال ، أو عدم إمكان معرفة حاله ، أو عدم وجود طريق للتثبّت والاستثبات فيه وعنه ومن حال من يروي عنه من الضعفاء ، أو عدم إمكان استعلام حاله من الطبقات والمشيخات أو الإجازات وكتب السير ..
__________________
(١) كما قاله السيّد الداماد في الرواشح السماوية : ١٠٤ ـ ١٠٧ الراشحة الثالثة عشر (الطبعة الحجرية : ٦٠ ـ ٦٣).