وأمّا جمعه بين حسن الخلق والغضب :
فإنّه قدّس سرّه كان حسن الخلق مع جلسائه وسائر الناس ما لم يجد ما يخالف الشرع فإذا رأى مخالفاً للشرع من شخص غضب غضباً شديداً ، وكذا كان يغضب على من قطع كلامه في مجلس التدريس ، ومن لم يتكلّم على القاعدة (١).
__________________
ـ وشتمه .. فضحك الشيخ وتبسم قائلاً : ثبتت سيادتك ولاحظنا شجرة نسبك ـ لغضبه وخروجه عن طهوره ـ ثمّ اعطاه ما أراد من مورد آخر ..
ومن ظريف ما ينقل عنه ـ كما في أعيان الشيعة أيضاً ٥/١٥١ ـ أنّه قال : .. وكان في النجف رجل يسمّى الشيخ إبراهيم الكاشي ، فجعل يطوف على مجلس العلماء بالنجف ، ويعطّل الدروس مظهراً الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وإنّما كان به جنون أو قريباً منه ، فجاء إلى درس الميرزا حسين ابن الميرزا خليل وصعد المنبر وجعل يتكلّم ، فترك الميرزا الدرس ، وتفرّق التلاميذ ، فعل ذلك عدّة أيام ، وجاء إلى درس الشيخ محمّد طه نجف ففعل مثل ذلك .. حتّى حمل من مجلس الدرس إلى بيته! ، ثمّ جاء إلى مجلس درس المامقاني ، وفعل كما كان يفعل ، فلم يترك الشيخ الدرس وصاح بأعلى صوته (بكشيد) [أي جرّوه] ، فجرّوه إلى خارج المسجد ولم يعد بعدها .. وكرّرها السيّد الأمين أيضاً في ترجمته لنفسه في الأعيان : ١٠/٣٥٩.
(١) يقول السيّد محمّد عليّ القاضي الطباطبائي في تعليقته على كتاب الأنوار النعمانية ـ ما نصه ـ :
ومن الخلق السيّئ هو السؤال عن الأستاذ على سبيل التعنت ; وقد سمعت عن سيدي الوالد الماجد قدّس الله سرّه وعن سائر مشايخنا وأساتذتنا العظام أنّ رجلاً فاضلاً مشهوراً في مدينة العلم ـ النجف الأشرف ـ كان له إلمام بالفحص والتتبع عن العبارات المعضلة والمطالب الغامضة وسؤال حلّها عن [كذا] الشيخ الإمام العالم الرباني الشيخ محمّد حسن المامقاني النجفي التبريزي المرجع الأعلى للشيعة الإماميّة في الأقطار الإسلامية المتوفى سنة ١٣٢٣ هـ ، وكان يسأل حلّ تلك العبارات والمطالب عن [كذا] الشيخ رحمه الله في حشد من الناس ، وفي محافل العلماء والطلاب ومجالسهم ، ولم يكن قصده من عمله هذا إلاّ إساءة الأدب والتعنت وتعجيز الشيخ رحمه الله!! الّذي هو البحر ـ