من الحقوق الّتي عليّ ، فقال قدّس سرّه له : إنّ عين هذه الدنانير مقبوضة بإذن المرحوم الميرزا قدّس سرّه لا يجوز لي التصرف فيها فعلا ولا يجوز لك أن تدفعها إليّ ، فإن كنت تريد أداء الحقّ فأدِّها من مالك ..! فأخذ التاجر الدنانير ومضى (١).
وأمّا خشونته قدّس سرّه في جنب الله تعالى :
فمسلّمة بين المؤالف والمخالف ، لم يكن يتجاوز قدّس سرّه مرّ الشرع (٢) وإن كان مضراً به ، ولم يكن في إنفاذ الشرعيات يراعي أحداً من الأجلاّء .. وله قضايا لا تسع هذه الرسالة بيانها.
ومن خشيته قدّس سرّه من ربه :
إ نّه في الليلة الّتي كان يبيت عنده الحقّ لا يستقر في فراشه ولا تأخذ عينه النوم ، بل كان ينقلب يميناً وشمالا إلى أن يفرغ من تقسيمه (٣).
__________________
(١) حكى لي من أثق به عن المرحوم الآية الشيخ أحمد الأميني المراغه اي عن الشيخ عبدالله المامقاني قدّس سرّه وذاك حينما تشرف بزيارة قم في سفرته الثانية .. قال : إنّه في إحدى امراض والده طاب ثراه وصف له الاطباء أكل الرقي على أن يكون لونه أصفر ، وقد بادرت ـ والكلام للشيخ الجدّ ـ بشراء كمية منه ، وفتح بعضه كي أعرف لونه .. فلمّا علم الشيخ بذلك تأثر جداً وبدأ بالبكاء عالياً ، وقال : كيف كنت لكم أباً ..؟! لماذا تريدون أن تلقون بي في النار ..؟! ثمّ أمرني فوراً بارجاع الرقي ، فصرت متحيراً لا أعلم ما أفعل ، وعندما شاهد أحد المؤمنين من الاحبة تحيري في الأزقة تقبلها جميعاً مع كلّ ما فتح منه ودفع ثمن الجميع.
(٢) كذا ، والظاهر : أمر الشرع.
(٣) يقول الشيخ محمّد جواد مغنية في كتابه : مع علماء النجف الأشرف : ١٠١ : .. وكان يفرّق [بمعنى : يوزّع] على الفقراء والمحتاجين كلّ ما يصل إلى يده من أموال الحقوق ـ