(وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيًّا) : كذلك.
٤٠ ـ (غُلامٌ) : اسم يكون ، ولي خبره.
ويجوز أن يكون فاعل يكون على أنها تامة ؛ فيكون لي متعلّقا بها ، أو حالا من «غلام» ؛ أي «أنّى» يحدث غلام لي؟
وأنى بمعنى كيف ، أو من أين؟
(بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ) : وفي موضع آخر : (بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ). والمعنى واحد ؛ لأنّ ما بلغك فقد بلغته.
(عاقِرٌ) : أي ذات عقر ؛ فهو على النّسب ؛ وهو في المعنى مفعول ؛ أي معقورة ؛ ولذلك لم تلحق تاء التأنيث.
(كَذلِكَ) : في موضع نصب ؛ أي يفعل ما يشاء فعلا كذلك.
٤١ ـ (اجْعَلْ لِي آيَةً) : أي صيّر لي ؛ فآية مفعول أوّل ، ولي مفعول ثان.
(آيَتُكَ) : مبتدأ ، و (أَلَّا تُكَلِّمَ) خبره ؛ وإن كان قد قرئ تكلم بالرفع فهو جائز على تقدير : أنك لا تكلم ؛ كقوله : (أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً).
(إِلَّا رَمْزاً) : استثناء من غير الجنس ؛ لأنّ الإشارة ليست كلاما.
والجمهور على فتح الراء وإسكان الميم ، وهو مصدر رمز.
ويقرأ بضمّها ، وهو جمع رمزة ـ بضمتين ، وأقرّ ذلك في الجمع.
ويجوز أن يكون مسكّن الميم في الأصل ؛ وإنما أتبع الضم الضم.
ويجوز أن يكون مصدرا غير جمع ، وضم اتباعا كاليسر واليسر.
(كَثِيراً) : أي ذكرا كثيرا.
و (العشيّ) : مفرد : وقيل : جمع عشية.
(وَالْإِبْكارِ) : مصدر ، والتقدير : ووقت الإبكار ؛ يقال : أبكر إذا دخل في البكرة.
٤٢ ـ (وَإِذْ قالَتِ) : تقديره : واذكر إذ قالت. وإن شئت كان معطوفا على : (إِذْ قالَتِ امْرَأَتُ عِمْرانَ).
والأصل في اصطفى اصتفى ، ثم أبدلت التاء طاء لتوافق الصاد في الإطباق.
وكرّر اصطفى إما توكيدا ، وإما ليبين من اصطفاها عليهم.
٤٤ ـ (ذلِكَ مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ) : يجوز أن يكون التقدير الأمر ذلك ؛ فعلى هذا يكون (مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ) حال من ذا.
ويجوز أن يكون ذلك مبتدأ ، ومن أنباء خبره.
ويجوز أن يكون (نُوحِيهِ) خبر ذلك ، ومن أنباء حالا من الهاء في نوحيه.
ويجوز أن يكون متعلقا بنوحيه ؛ أي الإيحاء مبدوء به من أنباء الغيب.
(إِذْ يُلْقُونَ) : ظرف لكان. ويجوز أن يكون ظرفا للاستقرار الذي تعلّق به لديهم.
والأقلام : جمع قلم ، والقلم بمعنى المقلوم ؛ أي المقطوع ؛ كالنّقض بمعنى المنقوض ، والقبض بمعنى المقبوض.
(أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ) : مبتدأ وخبر في موضع نصب ؛ أي يقترعون أيّهم ، فالعامل فيه ما دلّ عليه «يلقون».
و (إِذْ يَخْتَصِمُونَ) : مثل : «إذ يلقون».
ويختصمون بمعنى اختصموا ، وكذلك يلقون ؛ أي ألقوا. ويجوز أن يكون حكى الحال.
٤٥ ـ (إِذْ قالَتِ الْمَلائِكَةُ) : إذ بدل من إذ التي قبلها.
ويجوز أن يكون ظرفا ليختصمون.
ويجوز أن يكون التقدير اذكر. (مِنْهُ) : في موضع جرّ صفة للكلمة ، ومن هنا لابتداء الغاية.
(اسْمُهُ) : مبتدأ ، و (الْمَسِيحُ) خبره ، و (عِيسَى) بدل منه ، أو عطف بيان.
ولا يجوز أن يكون خبرا آخر ؛ لأنّ تعدّد الأخبار يوجب تعدّد المبتدأ. والمبتدأ هنا مفرد ، وهو قوله : اسمه ، ولو كان عيسى خبرا آخر لكان أسماؤه أو أسماؤها على تأنيث الكلمة ، والجملة صفة لكلمة.
و (ابْنُ مَرْيَمَ) : خبر مبتدأ محذوف ؛ أي هو ابن ولا يجوز أن يكون بدلا مما قبله ولا صفة ؛ لأنّ ابن مريم ليس باسم ؛ ألا ترى أنك لا تقول : اسم هذا الرجل ابن عمرو إلا إذا كان قد علق علما عليه.
وإنما ذكّر الضمير في اسمه على معنى الكلمة ؛ لأنّ المراد يبشّرك بمكوّن ، أو مخلوق.
(وَجِيهاً) ـ (وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ) ـ (وَيُكَلِّمُ) : أحوال مقدرة ، وصاحبها معنى الكلمة ؛ وهو مكوّن أو مخلوق. وجاز أن ينتصب الحال عنه وهو نكرة ؛ لأنّه قد وصف.
ولا يجوز أن تكون أحوالا من المسيح ، ولا من عيسى ، ولا من ابن مريم ؛ لأنّها أخبار. والعامل فيها الابتداء ، أو المبتدأ ، أو هما ، وليس شيء من ذلك يعمل في الحال.
ولا يجوز أن تكون أحوالا من الهاء في اسمه ؛ للفصل الواقع بينهما ، ولعدم العامل في الحال.
٤٦ ـ (فِي الْمَهْدِ) : يجوز أن يكون حالا من الضمير في يكلّم ؛ أيّ يكلمهم صغيرا. ويجوز أن يكون ظرفا.
(وَكَهْلاً) : يجوز أن يكون حالا معطوفة على وجيها ، وأن يكون معطوفا على موضع «في المهد» إذا جعلته حالا.
(وَمِنَ الصَّالِحِينَ) : حال معطوفة على وجيها.
٤٧ ـ (كَذلِكِ اللهُ يَخْلُقُ) : قد ذكر في قوله : (كَذلِكَ اللهُ يَفْعَلُ ما يَشاءُ) في قصة زكريا.
و (إِذا قَضى أَمْراً) : مشروح في البقرة.
٤٨ ـ (وَيُعَلِّمُهُ) : يقرأ بالنون حملا على قوله : (ذلِكَ مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ).
ويقرأ بالياء حملا على (يُبَشِّرُكِ) وموضعه حال معطوفة على وجيها.
٤٩ ـ (وَرَسُولاً) : فيه وجهان :
أحدهما : هو صفة مثل صبور وشكور ، فيكون حالا أيضا ؛ أو مفعولا به على تقدير : ويجعله رسولا ، وفعول هنا بمعنى مفعل ؛ أي مرسلا.
والثاني : أن يكون مصدرا ، كما قال الشاعر :
أبلغ أبا سلمى رسولا تروّعه
فعلى هذا يجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال ، وأن يكون مفعولا معطوفا على الكتاب ؛ أي ونعلّمه رسالة ؛ فإلى على الوجهين تتعلّق برسول ؛ لأنّهما يعملان عمل الفعل.